responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 154


* ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه وأَطِيعُوا الرَّسُولَ . . . ) * ( النساء / 59 ) دليل إمامة عليّ عليه السّلام وإذا ثبت بالإجماع من وجوه المسلمين وأفاضل المؤمنين والأنصار والمهاجرين على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام والبيعة له على الطوع والإيثار ، وكان العقد على الوجه الذي ثبتت به إمامة الثلاثة قبله عند الخصوم بالاختيار ، وعلى أوكد منه بما ذكرناه في الرغبة إليه في ذلك والإجماع عليه ممّن سمّيناه من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ، حسبما بيّنّاه ، ثبت فرض طاعته وحرم على كلّ أحد من الخلق التعرّض لخلافه ومعصيته ووضح الحق في الحكم على مخالفيه ومحاربيه بالضلال عن هدايته والقضاء بباطل مخالفة أمره وفسقهم بالخروج عن طاعته ، لما أوجب اللَّه تعالى من طاعة أولياء أمره في محكم كتابه ، حيث يقول :
* ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) * فقرن طاعة الأئمة بطاعته ، ودلّ على أنّ المعصية لهم كعمصيته على حدّ سواء في حكمه وقضيّته ، وأجمع أهل القبلة مع من ذكرناه على فسق محاربي أئمة العدل وفجورهم بما يرتكبونه من حكم السمع والعقل ، وإذا لم يكن أمير المؤمنين عليه السّلام أحدث بعد البيعة العامة له ، ما يخرجه عن العدالة .
ولا كان قبلها على الظاهر بخيانة في الدين ولا خرج عن الإمامة كان المارق عن طاعته ضالَّا ، فكيف إذا أضاف له بذلك حربا واستحلالا لدمه ودماء المسلمين معه ، ويبغي بذلك في الأرض فسادا يوجب عليه التنكيل بأنواع العقاب المذكور في نصّ من قوله تعالى : إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّه ورَسُولَه ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ [1] هذا بيّن إن لم يحجب الهوى ويبعد عن فهمه العمى . واللَّه نسأل التوفيق [2] .



[1] المائدة : 33 .
[2] الجمل : 42 ، والمصنفات 1 : 92 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست