responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 106


بما جلب عليهم إيجاب التخطئة لهم في حياة الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله ، والحكم عليهم بنقض العهود ، وارتكاب كبائر الذنوب ، وتوجّه الذّم إليهم من أجل ذلك والوعيد ، ثمّ اشتغلوا بطلب الحيل في تخليصهم من ذلك وتمحّل وجوه العفو عنهم فيما لا يمكنهم دفاعه من خلافهم على اللَّه تعالى ، وعلى نبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله وهو بين أظهرهم ، وما كان أغناهم عن هذا التخليط والتهوّر لو سلكوا طريق الرشاد ، ولم تحملهم العصبيّة على تورّطهم ، وتدخّلهم في العناد ! وبعد : فأنّ العفو من اللَّه سبحانه قد يكون عن العاجل من العقاب ، وقد يكون عن الآجل من العذاب ، وقد يكون عنهما جميعا إذا شاء ، وليس في الآية أنّه عفا عنهم على كلّ حال ، ولا أنّه يعفو عنهم في يوم المآب ، بل ظاهرها يدل على الماضي دون المستقبل ، ويؤيدّه قوله تعالى : ولَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّه مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبارَ وكانَ عَهْدُ اللَّه مَسْؤُلًا [1] .
فقد ثبت أنّه لا يكون العفو في كلّ حال ، وإن عفا ، فقد عفا عن السؤال ، فإذن لا بدّ أن يكون معنى العفو على ما قلناه في الدنيا عن العاجل دون الآجل ، كما عفا سبحانه عنهم في يوم بدر ، لما كان منهم من الرأي في الأسرا ، وقد أخبر أنّه لولا ما سبق في كتابه من دفع العقاب عن أمّة محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله ، وترك معاجلتهم بالنقمات ، لمسّهم منه رضي اللَّه عنه عذاب عظيم ، أو يكون العفو عن خاصّ من القوم دون العموم ، وإلَّا لتناقض القرآن [2] .
[ انظر : سورة آل عمران آية 144 ، من الإفصاح : 52 ، حول نفس الموضوع . ] مشورة النبي مع الصحابة ومن كلام الشيخ - أدام اللَّه عزّه - أيضا حضر في دار الشريف أبي عبد اللَّه محمد بن



[1] الأحزاب 33 : 15 .
[2] الإفصاح : 69 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست