responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 104


ما فعل بعض الصحابة في حنين على أنّ الذي تلوناه في باب الأسرا ، وأخبار اللَّه تعالى عن إرادة المشير به لعرض الدنيا ، وحكمه عليه باستحقاق تعجيل العقاب ، لولا ما رفع عن أمّة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله من ذلك ، وأخّر للمستحقّين منهم إلى يوم المآب ، لخصّ أبا بكر ومن شاركه في نيّته وإرادته فيه ، لأنّه هو المشير في الأسرا بما أشار على الإجماع من الأمّة والاتّفاق ، فما عصمته السوابق والفضائل على ما ادّعيتموه له من الأخبار بعاقبته ، والقطع له بالجنان ، حسبما اختلقتموه من الغلط في دين اللَّه عزّ وجلّ والتعمّد لمعصية اللَّه ، وإيثار عاجل الدنيا على ثواب اللَّه تعالى ، حتى وقع من ذلك ما أبان اللَّه به عن سريرته ، وأخبر لأجله عن استحقاقه لعقابه ، وهو وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجرّاح في جملة ممّن انهزم يوم أحد ، وتوجّه إليهم الوعيد من اللَّه عزّ وجلّ ولحقهم التوبيخ والتعنيف على ما اكتسبوه بذلك من الآثام في قوله تعالى : * ( إِذْ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ ) * الآية .
وكذلك كانت حاله يوم حنين ، بلا اختلاف بين نقلة الآثار ، ولم يثبت أحد منهم مع النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، وكان أبو بكر هو الذي أعجبته في ذلك اليوم كثرة الناس ، فقال : لم نغلب اليوم من قلَّة . ثم كان أوّل المنهزمين ، ومن ولَّى من القوم الدبر ، فقال اللَّه تعالى : ويَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [1] فاختصّ من التوبيخ به لمقاله بما لم يتوجّه إلى غيره ، وشارك الباقين في الذمّ على نقض العهد والميثاق .
وقد كان منه ومن صاحبه يوم خيبر ما لا يختلف فيه من أهل العلم اثنان ، وتلك أوّل



[1] التوبة : 25 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست