responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 445


وقد اشتهر عن بعض مشايخهم « 1 » ، سبحاني سبحاني ما أعظم شأني ، وإني أنا اللَّه وإنّه ليس في جبّتي إلا اللَّه ، إلى غير ذلك من الهذيانات والخرافات التي لو لا المراد إظهار شناعتها لما ساغ التعرّض لها ، وستسمع كثيرا من كلمات الملَّا صدرا ، والمحدّث الفيض في ذلك ، بل من اطَّلع على كلماتهم في ذلك يعلم أنّهم قد ملئوا فيه الكتب والرسائل .
وكالقول بالأعيان الثابتة ، والصور العلمية ، وقدم القرآن ، وأنّ بسيط الحقيقة كلّ الأشياء وإنّ اللَّه أحب أن يعبد في كل صورة ، صرّحوا بأنه ما عبد غير اللَّه في كل معبود ، إذ لا غير في الوجود ، حتى أنّ من يعبد الشمس والقمر والأصنام ، والأحجار ، والعجل ، وغيرها ، فإنّما يعبد اللَّه في صورة التقييد ، ولذا أنشد أبن العربي في ذلك :
عقد الخلائق في الإله عقائدا * وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه لمّا بدا في صورهم متحوّلا * قالوا بما شهدوا وما جحدوه قد أعذر الشرع الموحّد وحده * والمشركين شقوا وإن عبدوه وكالقول بأنّ فرعون اللَّعين خرج من الدنيا موحّدا ، خاليا عن جميع الذنوب والمعاصي « 2 » ، وأن أبا طالب رحمه اللَّه مات مشركا « 3 » ، كما ذهب إلى القولين ابن


( 1 ) هو أبو يزيد البسطامي طيفور بن عيسى من أكابر متقدمي الصوفية ، وفي المستشرقين من يرى أنه كان يقول بوحدة الوجود ، وإنّه ربما كان أول قائل بمذهب الفناء ، وشطيحاته معروفة منها إنّه كان يقول : إني أنا اللَّه لا إله إلا أنا فاعبدون ، ومنها إنه كان يقول : سبحاني وما أعظم شأني . - الاعلام زركلي ج 3 ص 339 - وتذكرة الأولياء للعطار ص 112 . ( 2 ) قال ابن العربي في الفصوص وشارحه في الفصّ الموسوي : فقالت لفرعون في حق موسى إنه قرة عين لي ولك فيه أي في موسى « قرة عينها بالكمال الذي حصل لها وكان قرة عين لفرعون بالايمان الذي أعطاه اللَّه عند الغرق » وذلك لأنّ الحقّ تكلَّم بلسانها من غير اختيارها وأخبر بأنه قرة عين لها ولفرعون فوجب أن يكون كذلك في نفس الأمر « فقبضه » أي الحق « طاهرا مطهرا ليس فيه شيء من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام والإسلام يجّب ما قبله وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء حتى لا ييأس أحد من رحمة اللَّه ، فإنّه لا ييأس من رحمة اللَّه إلا القوم الكافرون ، فلو كان فرعون ممن ييأس ما بادر إلى الايمان . - شرح نهج البلاغة للخوئي ج 13 ص 146 - ( 3 ) أبو طالب بن عبد المطلب اسمه عبد مناف وقيل اسمه عمران ، وقيل اسمه كنيه كان رضوان اللَّه عليه عالما كبيرا أديبا محلقا ، شاعرا مجيدا ، له ديوان مطبوع يحتوي على الشعر الرائق ، وكان مجاهدا في سبيل اللَّه ، يعمل الخير من أجل الخير ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهو الذي قرّر دية المقتول ألف دينار أو مأة إبل وقد أمضاها الإسلام وكان بعد أبيه سيد البطحاء ، ورئيس قريش والناس يعظَّمونه وبنو هشام يأتمرون بأمره ، وينزجرون بزجره ، وكان كافل رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، وناصره منذ مات أبوه عبد المطلب وكان يؤثر الرسول ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، على نفسه وأهله بالنفقة والكسوة ، ولا يبارحه ليلا ونهارا ، ويقتفي أثره ويتبعه اتباع الظل ، حتى إذا بلغ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، أشدّه وبعث من اللَّه تعالى للهداية ، ونازع معه الكفار وأهل الغواية ، كان أبو طالب يومئذ أشدّ حام له ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، كما أنّ ابنه علي بن أبي طالب عليه السّلام أوّل من آمن برسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، هو أيضا أول من أعلن حمايته له ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، وقال : فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر بذاك وقرّ منك عيونا ودعوتني وعلمت أنّك صادق * ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا ولقد علمت بأنّ دين محمّد * من خير أديان البرية دينا واللَّه لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسّد في التراب دفينا وكان النبي ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) في أيّام الحصار في الشعب إذا أخذ مضجعه ونامت العيون جاء أبو طالب وأنهضه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، عن مضجعه وأضجع عليا ( عليه السّلام ) ، مكانه ووكّل عليه ولده وولد أخيه . توفّى أبو طالب مسلما مؤمنا في آخر السنة العاشرة من مبعث الرسول ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، ثمّ توفيّت خديجة بعده بثلاثة أيّام فسمّى رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) ، ذلك العالم عام الحزن فقال ( عليه السّلام ) : وما زالت قريش قاعدة عنيّ حتى مات أبو طالب . ومن الأسف جدّا تحريف هذه الشخصية الكبرى ونسبته إلى الكفر حسدا وبغيا عليه وعلى أمير المؤمنين ولده العزيز من أراد الاطلاع تفصيلا عن كلمات الأعداء في حقه والجواب عنهم فليراجع الكتب القيّمة ، المصنفة في ايمان أبي طالب وإليك ما تيسّر لنا ذكره : 1 - منى الطالب في إيمان أبي طالب لأبي سعيد النيسابوري . 2 - ايمان أبي طالب لأحمد بن القاسم . 3 - البيان من خيرة الرحمن لأبي الحسن علي بن بلال . 4 - ايمان أبي طالب لأبي علي الكوفي أحمد بن محمّد . 5 - ايمان أبي طالب لأبي الحسين أحمد بن محمّد بن طرخان . 6 - ايمان أبي طالب للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن نعمان . 7 - ايمان أبي طالب لأبي محمّد سهل بن احمد الديباجي . 8 - منية الطالب للسيد حسين الطباطبائي اليزدي . 9 - مقصد الطالب للميرزا محمّد حسين المطبوع في بمبئي . 10 - القول الواجب للشيخ محمّد علي الفصيح . 11 - بغية الطالب للسيد القاضي التستري الهندي . 12 - ايمان أبي طالب للسيد احمد بن طاووس . 13 - ايمان أبي طالب لأبي نعيم علي بن حمزة البصري . 14 - أسنى المطالب للسيد احمد بن السيد زيني الشافعي . 15 - مواهب الواهب للشيخ جعفر نقدي . 16 - أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي . 17 - الحجّة على الذاهب للسيد شمس الدين بن معد . 18 - أبو طالب وبنوه للسيد محمّد علي آل السيد عليخان .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست