وقد اشتهر عن بعض مشايخهم « 1 » ، سبحاني سبحاني ما أعظم شأني ، وإني أنا اللَّه وإنّه ليس في جبّتي إلا اللَّه ، إلى غير ذلك من الهذيانات والخرافات التي لو لا المراد إظهار شناعتها لما ساغ التعرّض لها ، وستسمع كثيرا من كلمات الملَّا صدرا ، والمحدّث الفيض في ذلك ، بل من اطَّلع على كلماتهم في ذلك يعلم أنّهم قد ملئوا فيه الكتب والرسائل .
وكالقول بالأعيان الثابتة ، والصور العلمية ، وقدم القرآن ، وأنّ بسيط الحقيقة كلّ الأشياء وإنّ اللَّه أحب أن يعبد في كل صورة ، صرّحوا بأنه ما عبد غير اللَّه في كل معبود ، إذ لا غير في الوجود ، حتى أنّ من يعبد الشمس والقمر والأصنام ، والأحجار ، والعجل ، وغيرها ، فإنّما يعبد اللَّه في صورة التقييد ، ولذا أنشد أبن العربي في ذلك :
عقد الخلائق في الإله عقائدا * وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه لمّا بدا في صورهم متحوّلا * قالوا بما شهدوا وما جحدوه قد أعذر الشرع الموحّد وحده * والمشركين شقوا وإن عبدوه وكالقول بأنّ فرعون اللَّعين خرج من الدنيا موحّدا ، خاليا عن جميع الذنوب والمعاصي « 2 » ، وأن أبا طالب رحمه اللَّه مات مشركا « 3 » ، كما ذهب إلى القولين ابن