responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 423


اعلم أنّ كثيرا من المنغمسين في الغواسق النفسانية ، والعلائق الهيولانية الجسمانية يزعمون أنّ العلم منحصر في العلوم العقلية والنقلية المشهورة المدونّة في الكتب ، وأنّ طريق تحصيلها منحصر في الكسب والتعلَّم وقراءة الكتب ومطالعتها ، وتتبع آراء العلماء وأقوالهم والتدبّر في عباراتهم والتفكّر في فحاوي إشاراتهم ، والجري معهم في مباحثاتهم ومناظراتهم إلى غير ذلك مما ترى كثيرا من الناس مشتغلين بها في ليلهم ونهارهم ، بل في طول أعمارهم ، ومع ذلك فعلَّك ترى بعضهم في جهل شديد ، وكأنّهم ينادون من مكان بعيد ، ولذا خلت قلوبهم من الأنوار ، وسرائرهم من الأسرار ، وتغطَّت بصائرهم بشوائب الأكدار ، وذلك لأنّهم لم يأتوا البيوت من أبوابها ولم يتوصّلوا إلى المسبّبات من طريق أسبابها ، ومن تأمّل في الرموز القرآنية وإشارات الأخبار النبوية والإماميّة ، يعلم أنّ لتحصيل العلوم الحقة الربانية طريقا آخر ، غير الكسب يسمّى بالوهب ، والعلوم الحاصلة به تسمّى بالعلوم الربانية واللَّدنية ، اقتباسا من قوله تعالى : * ( وعَلَّمْناه مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) * « 1 » .
ولذا قيل : إشارة إلى القسمين من العلم : إنّكم أخذتم علومكم ميتا من ميت ، وأخذنا علومنا من الحيّ الذي لا يموت .
وذلك أنّا قد لوّحنا سابقا أنّ العلوم الحقيقية ، والارتباطات الواقعية ثابتة في العوالم الإمكانية والكونية ، مرتسمة في الألواح الكلية والجزئية والملكوتية بقلم الصنع والمشيّة وأنّ النفس الإنسانية بمنزلة المرآة الَّتي ينطبع فيها صور الحقائق الحسيّة والمعنوية ، فالتعلَّم والتفكّر من الطرق الكسبية لتحصيل العلوم إلَّا أنّ أحدهما من خارج والآخر من باطن ، فالتعلَّم كما قيل استفادة الشخص من


( 1 ) الكهف : 65 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست