responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 415


ثم إنّه إذا انفتح باب النبوّة فقد تكون أيضا بالرؤيا الصادقة التي معها برهان من اللَّه تعالى على صدقها ، والفرق أنّها حينئذ قد تكون على وجه الشرائع دون ما كانت قبلها فإنّها من مبادئ النبوّة وأجزائها ، وتكون بالقذف في القلب من غير سماع ولا مشاهدة ، وأمّا العلم بأنّ الوارد القلبي إنّما هو من اللَّه سبحانه وأنّه يجب العمل بمقتضاه على فرض كونه من التشريعات فإنّما يحصل لأهله من الأنبياء والمحدّثين بعلم ضروري يقذفه اللَّه تعالى في قلوبهم .
واليه الإشارة بما رواه في التوحيد عن الصادق عليه السّلام قال : ما علم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنّ جبرئيل من قبل اللَّه إلَّا بالتوفيق « 1 » .
وفي « تفسير العياشي » عن زرارة قال قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام : كيف لم يخف رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فيما يأتيه من قبل اللَّه أن يكون ذلك مما ينزغ الشيطان به ؟ فقال عليه السّلام : إنّ اللَّه تعالى إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان يأتيه من قبل اللَّه مثل الذي يراه بعينه « 2 » .
أقول : وهو المراد بفلق الصبح في الخبر المتقدم « 3 » ، وربما تسمع الفرق بين الخواطر الرحمانية والشيطانية فيما يأتي من المكاشفات العرفانية .
ولعلّ الوجه في القذف أنّ مرآة القلب إذا حوذي بها شطر الحق بالشروط العديدة المتقدّمة انطبع فيها ما هو المقرّر في الواقع أو الثابت في الألواح الملكوتية بالأقلام الإلهية من الأمور التشريعية ، والأسرار الحقيقية فكما أنّك إذا رأيت زيدا


( 1 ) التوحيد للصدوق : 246 - وبحار الأنوار ج 18 ص 257 ط . الآخوندي . ( 2 ) بحار الأنوار ج 18 ص 262 ط . الآخوندي بطهران . ( 3 ) نفس المصدر السابق .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست