على أنّ بعض شيعتهم كسلمان من المحدّثين أيضا .
وحاصل ما أفاده المفيد ( رحمه اللَّه ) في الجواب أنّ النبوة إنّما هو بمطلق الوحي كان يطلق أوّلا على مجرد الاعلام والإفهام من اللَّه سبحانه على أحد من الوجوه إلَّا أنه قد ورد النهي عن إطلاقه على غير الوحي التأسيسي المختصّ بالأنبياء صلَّى اللَّه عليهم أجمعين ، وهو كما سمعت في ظاهر كلامه هّين لا يعود إلى محصّل سوى البحث اللفظي الَّذي مرجعه إلى منع إطلاق اللفظ عند الشارع على معنى في وقت آخر وهو كما ترى .
وشيخنا المجلسي رحمه اللَّه بعد ما ذكر استنباط الفرق بين النبيّ والإمام من الأخبار المتقدمة لا يخلو من إشكال قال : والذي يظهر من أكثرها هو أنّ الإمام لا يرى الحكم الشرعي في المنام والنبيّ قد يراه فيه ، وأمّا الفرق بين الإمام والنبيّ وبين الرسول هو أنّ الرسول يرى الملك عند إلقاء الحكم والنبيّ غير الرسول ، والإمام لا يريانه في تلك الحال ، وإن رأياه في سائر الأحوال ويمكن أن يختصّ الملك الذي لا يريانه بجبرئيل عليه السّلام ويعمّ الأحوال ، لكن فيه أيضا منافاة لبعض الأخبار .
ومع قطع النظر من الأخبار لعلّ الفرق بين الأئمّة عليه السّلام وغير أولى العزم من الأنبياء أنّ الأئمة عليهم السّلام نوّاب للرسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ولا يبلَّغون إلا بالنيابة ، وأمّا الأنبياء وإن كانوا تابعين لشريعة غيرهم لكنهم مبعوثون بالأصالة ، وإن كانت تلك النيابة أشرف من تلك الأصالة ، وبالجملة لا بد لنا من الإذعان بعدم كونهم عليهم السّلام أنبياء وبأنهم أفضل وأشرف من غير نبيّنا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من الأنبياء والأوصياء ولا نعرف جهة لعدم اتّصافهم بالنبوة إلَّا رعاية جلالة خاتم الأنبياء صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ولا يصل عقولنا إلى