طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ) * « 1 » ، * ( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها ) * « 2 » ، بل هو المراد به أيضا في قوله : * ( وأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) * « 3 » ، وبالهداية في قوله تعالى : * ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَه ثُمَّ هَدى ) * « 4 » ، فأوّل وحي وقع للَّه سبحانه في عالم التكوين فعله لفعله بفعله ، فأوحى به إلى نفسه وترجم عنه به له بما أظهر فيه من آثار الربوبية إذ لا مربوب حسبما اقتضاها الإمكان الراجح في مقام الفعل ، وذلك بعد ألبد والمحذوف الذي يقال له اسم الفاعل وهو مقاماته وعلاماته التي لا تعطَّل لها في كلّ مكان يعرفه بها من عرفه لا فرق بينه وبينها إلَّا أنّهم عباده وخلقه فيترجم الحقيقة المحمّدية صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في كلّ من المقامات الثلاثة بنفسهما لنفسها أوّلا ، وللمرتبة النازلة عنها ثانيا فيترجم اسم الفاعل لنفسه ، وللفعل والفعل له وللمفعول الأوّل الَّذي هو العقل ، وهكذا في العوالم الكثيرة الَّتي هي المراتب الواقعة في السلسلة الطولية المنتظمة ، المتنسقة التي ما يحمل عليها ما ورد في بعض الأخبار من أنّ للَّه تعالى ألف ألف عالم « 5 » فيتنزّل الأمر والحكم من كل عالم منها إلى غيره .
وجملة القول فيها على وجه الإشارة أنّه يتنزّل من العقل إلى الروح ومن الروح إلى النفس ، ومنها إلى محدّد الجهات الفلك الأعظم ، ومنه إلى فلك البروج ، ومنه إلى السماوات السبع وإلى العناصر ، ومنها إلى المعادن ، ومنها النباتات ، ومنها