responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 394


غير ذلك من الفيوض التكوينيّة والتشريعيّة التي لا يعصون اللَّه فيها ويفعلون ما يؤمرون وإن ما يظهر منهم من الأشكال والأصوات والكلمات إنّما هو على وجه الحقيقة العينية في الخارج لا مجرد التخيّل والتصور .
ثم اعلم أن الوحي بالمعنى العام الذي مرّت إليه الإشارة قسمان :
أحدهما الوحي التكويني المتعلَّق بجعل الذوات وإنشاء الموجودات وإفاضة القابليّات وتشيّؤ الماهيّات وقبول الأعراض والصفات وغيرها مما ينسبه القائلون بالأعيان الثابتة إلى القدم والقائلون بالطبائع إليها والقائلون بالبخت والاتّفاق إلى البعث إلى غير ذلك من مقالات الجهّال وأهل الضلال سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوا كبيرا ، فإنّ الحق في ذلك أنّ تذوّت كل ذات من الذوات ، وتعيّن كل ماهيّة من الماهيّات ، بل وجود كلّ شيء من الموجودات ، واتصافه بكلّ شيء من الأحوال والصفات بلا فرق بين الشرور والخيرات إنّما بقبوله واختياره بعد تعلَّق المشية الفعلية الإرادة الحتمية التكوينية فسمعت وأجابت وسارعت وأطاعت فخرجت منقادة متشئية ، متذوتة ، متصفة بما قبلها من الأحوال والأفعال والصفات بعد ما كانت في بقعة العدم البحت البات الذي لا تميّز ولا تعيّن لها فيه أصلا ، وظرفية العدم لها مجرّد تعبير ، وإلَّا فأين الظرف وأين المظروف ، وذلك أنه سبحانه خلق الأشياء بها فخلق ما شاء كما شاء لما شاء ، وأوحى إلى كل شيء أمره ، وهذا هو المراد بالقول التكويني في قوله تعالى : * ( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه كُنْ فَيَكُونُ ) * « 1 » ، وبالقول والوحي في الآيتين : * ( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها ولِلأَرْضِ ائْتِيا


( 1 ) النحل : 40 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست