responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 363


وثالثا أنه يستفاد من قوله : ( وهذا الذي ذكرتها ليس ما ذهب إليه الحكماء إلخ ) أنّ هذا الكلام الذي أثبته ليس راجعا إلى العلم ولا إلى الأصوات والحروف لا مقرونة بالمعاني ولا مفروقة عنها ، ولا من سنخ المعنى المقابل للفظ ومن البيّن أنّه ليس هاهنا أمر آخر إلَّا ما صرّح به من الصفة التي هي مصدر تأليف الكلمات ، وهو القدرة ولذا عبّر عنها أوّلا بالقوّة ، فمن أين يكون تحقيقا لمذهب الأشعري ؟ على أنه قد وقع أوّلا فيما طعن به أخيرا من إرجاعه إلى الشيء من الصفات كالعلم والقدرة ونحو هما .
ورابعا أنّ اشتمال هذا الكلام الذي تو همه مع وحدته على أقسام الكلام من الكتب والصحف باللغات المختلفة والإخبارات والإنشاءات غير معقول جدّا ، فضلا عن تقدير الأزمنة والخطاب المقدّر ، وكأنه قاس ربّه بنفسه إذا علم أنه يملك بعد مضي مدة من السنين عبيدا سيوجدون بعد ذلك فيتوهّمهم موجودين ثم يخاطبهم مخاطبة وهميّة أو محققة بخطاب وهمي مشتملا على أمر ونهي وإخبار وقصص ومواعظ وحكاية عن الماضين ، وغير ذلك من الزجر والوعيد والتهديد ، ولعمري إنّ هذه الأمور الوهميّة يستدعي معبودا وهميّا ، وهو كذلك عندهم ، فإنّهم يتوهّمون ربهم ويعبدون أربابا يتوهمونها في أذهانهم ، فهم من عبدة الأصنام الذين يعبدون ما ينحتون ، واللَّه خلقهم وما يعلمون .
وبالجملة المراد بالتقديران كان مجرّد الفرض والاعتبار فهو كما ترى لتنزّهه سبحانه عن مثل ذلك ، مع أنّ الخطاب والمخاطب والمخاطبة كلها حينئذ تقديرية ، فان اعتبرنا الوجود التقديري اشتركت في القدم وإلَّا اشتركت في العدم والتفكيك فاسد قطعا إذ لا يجوز حتى من المخلوق مخاطبة المخاطب المتوهم المقدّر بخطاب محقق متحصل .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست