responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 358


وأمر إبراهيم بذبح ابنه وشاء أن لا يذبحه ولو لم يشاء أن لا يذبحه لغلبت مشية إبراهيم مشيئة اللَّه ( عز وجل ) « 1 » .
ومما ذكرناه يظهر الجواب عمّا ذكروه من الوجوه ، وأمّا ادعّوه من انتهاء سلسلة الأسباب لأفعال العباد إلى اللَّه سبحانه فهو مبنيّ على مذهبهم الفاسد من القول بالجبر ، وستسمع في موضعه الجواب عن شبهاتهم في ذلك ، ثم إنّ الكلام في الجواب عن حجج الفريقين وتحقيق ما هو الحق في البين طويل جدا وقد أشرنا إلى ما هو الأصل في المقام .
وعلى كلّ حال فالذي ينبغي لنا البحث عنه أنّ الإرادة بكلا معنييه من المعاني الحادثة فينا بعد وجودنا ، وهي من الصفات القائمة بنا وإرادة اللَّه تعالى ليست من سنخ إرادتنا حتى تقاس بها ، وعلى فرض المقايسة والمشابهة ولو من بعض الوجوه البعيدة فلا ريب أنّ الإرادة من صفات الأفعال لما سمعت من الفرق الكلي المستفاد من أخبار العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسّلام بين الصفات الذاتية والفعلية .
ولذا أجاب الإمام جعفر الصادق عليه السّلام حيث سئل لم يزل اللَّه مريدا بقوله ( عليه السّلام ) : إنّ المريد لا يكون إلا لمراد معه ، بل لم يزل اللَّه تعالى عالما قادرا ثمّ أراد « 2 » .
وعن صفوان بن يحيى « 3 » ، قال قلت لأبي الحسن عليه السّلام : أخبرني عن


( 1 ) بحار الأنوار ج 4 ص 139 ط . الآخوندي بطهران . ( 2 ) بحار الأنوار ج 4 ص 144 ط . الآخوندي بطهران . ( 3 ) صفوان بن يحيى أبو محمّد البجلي الكوفي من أصحاب الكاظم والجواد ( عليهما السّلام ) وكان أوثق أهل زمانه وأعبدهم وكان يصلي في كل يوم خمسين ومأة ركعة لأنه كان شريكا لعبد اللَّه بن جندب وعلي بن نعمان وروى إنّهم تعاقدوا في بيت اللَّه الحرام أنّه من مات منهم صلَّى من بقي منهم صلاته وصام عنه وزكّى عنه زكاته فماتا وبقي صفوان وكان يصلَّي في كل يوم مأة وخمسين ركعة ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويزكّي زكاته ثلث دفعات وكان صفوان من أصحاب الإجماع ، توفي سنة 210 ه بالمدينة .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست