العربية اسم الفاعل بما يدّل على أمر قام به المشتق منه وهو بمعزل عن التحقيق فإن صدق الحدّاد إنّما هو بسبب كون الحديد موضوع صناعته وصدق المشمّس مستند إلى نسبة الماء إلى الشمس بتسخينه بسبب مقابلتهما .
بل ذكر الورع الأردبيلي « 1 » أنّه معلوم حتى على الصبيان والمجانين أنّ الإنسان متكلَّم بكلام لفظي بل لا شك في أنّه إذا لم يتصّف شخص به ، ولم يصدر عنه كلام لفظي لا يقال له متكلَّم وأنّه إذا تكلَّم به ، يقال : إنّه متكلم ، والتكلَّم والكلام صفة له وإن لم يعلم قيامه به خصوصا بالمعنى المذكور ، فيوجد المتكلم بدون قيام المعنى ولا يوجد بوجود الكلام في نفسه ، فعلم أنّ المدار على حصول اللفظ لا وجود المعنى .
ثم إنّه لا شك في أنّ التكلَّم هو إيجاد الكلام وخلقه وأنّه لا قيام له إلَّا بالهواء الحاصل وتحريك اللسان فالإتّصاف بالتكلَّم إنّما هو باعتبار خلقه له لا باعتبار المعنى القائم ولا باعتبار قيام اللفظ به وإلَّا يلزم أن يكون الهواء متكلَّما .
وبالجملة فالظاهر من إطلاق العرف واللغة أنّ التكلَّم إنّما يطلق باعتبار أمر لفظي ، فإن كان المتصّف به قد خلقت له الآلات والأدوات التي يتمكّن بها منه كالصوت واللسان والهواء كان الصدق باعتبار صدروه بها لا مجرد المعنى والقصد والإرادة والعلم وغيرها مما لا يصدق معه التكلَّم وإن قلنا بتحققها منه في حق الأخرس والساكت ونحو هما وأما إذا اتّصف به الواجب سبحانه فإنّما هو بخلق