لعدم الزمان وإنّما يتصف بذلك فيما لا يزال بحسب التعلَّقات وحدوث الأزمنة والأوقات ، وفيه أنه خروج عن القول بكون النفسي مدلول اللفظ الذي سبق على صيغة الماضي مع أنّ من لاحظ تلك القصص والحكايات الواقعة في القرآن يعلم علما قطعيا أنّ المراد بتأليف تلك الكلمات وتركيب المعاني المرادة منها أنها هو الحكاية عما مضى للفوائد المترتّبة عليها .
وعن الثالث بأنّ كلامه في الأزل ليس بأمر ولا نهي ولا خبر ولا غير ذلك وإنما يصير أحد الأقسام فيما لا يزال .
وفيه مع خروجه عمّا فسّروه به من معنى اللفظ حيث إنّه غير خارج عن الأقسام المتقدمة ضرورة عدم تحقّق الكلي إلَّا متنوّعا متميزا بشيء من الفصول المنوّعة والعوارض الشخصية أنّ مثل هذا الكلام غير معقول ، وإرجاعه إلى العلم مع تصريحهم بمغايرته له لا يدفع الاعتراض .
وتوهّم أنّه أمر شخصي يعرض له التنّوع بحسب التعلَّقات الحادثة من غير أن يتغيّر هو في نفسه ضعيف جدا بل كأنّه دفع للفاسد بالأفسد .
نعم حكي في « أنوار الملكوت » « 1 » ، عن الأشاعرة في بيان معقوليته أن ماهيّة الطلب معقولة لكل أحد فإنّ الإنسان إذا قال اسقني الماء يجد في نفسه طلبا مغايرا لقوله هذا بالضرورة ، ولهذا قد تتبدل عليه العبارات مع اتحاده ، ومهيّة الطلب غير الإرادة فإنّ الإنسان قد يأمر بما لا يريد كالسيّد إذا أمر عبده ، طلبا لإقامة عذره