إن الكلام لفي الفؤاد وإنّما * جعل اللسان على الفؤاد دليلا ومن المشتهر في العرف والعادة قولهم : بقي أو بقيت في نفسي كلام أو كلمات ، إلى غير ذلك من الشواهد التي قد يستفاد منها أن المراد مدلول اللفظ بل صرح بعضه بأنّ المراد به نسبة أحد طرفي الخبر إلى الآخر القائمة بنفس المتكلم المغايرة للعلم نظرا إلى أنّ المتكلم قد يخبر عمّا لا يعلمه بل يعلم خلافه أو يشكّ فيه وللإرادة فإن الرجل قد يأمر بما لا يريده كالمختبر عبده لامتحان إطاعته ، فإنّه قد يأمره ويريد أن لا يفعل المأمور به .
وقد يقال : إن المراد به هو الألفاظ المتصورة المترتبة في الذهن أو المعاني التي وضعت تلك الألفاظ بإزائها أو الكلمات التي رتبها اللَّه تعالى في علمه الأزلي بالصفة الأزلية التي هي مبدء ترتيبها وتأليفها إلى غير ذلك من كلماتهم المختلفة التي لا تكاد ترد على أمر واحد ولعله لذلك أو لغيره اختلفت أجوبة المعتزلة عنهم حيث إنّهم ذهبوا إلى إن كلامه تعالى أصوات وحروف ليست قائمه بذاته بل خلقها اللَّه تعالى في غيره كجبريل أو الملك أو الروح أو النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، أو غير ذلك ولو في الأجسام الجامدة كشجرة موسى عليه السّلام .
واستدلوا لذلك أوّلا بقيام الضرورة القطعية من دين النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بحيث يعلمه كل أحد ممّن كان من أهل هذا الدين ومن كان ، خارجا عنه على