وفيه أن رعاية الأدب هو إحقاق الحقّ والقول بحدوث الحادث لا الالتزام بقدمه كذبا واختلافا وجعله شريكا للخالق في قدمه تعالى عن ذلك وعمّا يقول الظالمون الجاهلون علوا كبيرا .
وتوهّم أنّهم إنّما يمنعون إطلاق الحدوث ، وهو لا يستلزم بإطلاق القدم مدفوع بأنّ صريح كلامهم ذلك ، والمعتذر إن كان مقصوده ذلك فلا يجديهم كما لا يخفى ، وعلى كلّ حال فللمنتحلين بالإسلام في هذه المسئلة أقوال :
أحدها ما سمعت عن الحنابلة .
ثانيها مذهب الكرّامية « 1 » والموافقين للحنابلة في أنّ كلامه حروف وأصوات لكنّها حادثة قائمة بذاته تعالى لتجويزهم قيام الحوادث بذاته فقدحوا في كبري الأوّل بعد قولهم بصحة الثاني .
ثالثها ما ذهب إليه المعتزلة « 2 » وهو أنّ كلامه تعالى أصوات وحروف كما