الفصل الثاني في حدوث القرآن والإشارة إلى كلامه سبحانه اعلم أنّ المتكلمين بل كافة المسلمين وغيرهم من الملَّيين « 1 » أجمعوا على إطلاق القول بأنّه تعالى متكلم كما دلّ عليه ظواهر الكتاب ومتواتر السنّة ، بل هو ضروري عند كافة الملَّيين فضلا عن المسلمين فلا حاجة إلى الاستدلال له بالنقل المتواتر من الأنبياء كي يناقش مرّة بالمنع من تحقق شرائط التواتر التي من جملتها تحقق العدد ، في جميع مراتب السلسلة ، وأخرى باشتماله على الدور الذي قد يدفع بجواز إرسال الرسل بأن يخلق اللَّه فيهم علما ضروريا برسالتهم من اللَّه تعالى في تبليغ أحكامه ، ويصدّقهم بأن يخلق المعجزة حال تحدّيهم فيثبت رسالتهم من غير توقف على ثبوت الكلام ، ثم يثبت منه الكلام بقولهم ، إنّما الكلام في تحقيق كلامه وحدوثه ، والمحكيّ عنهم في سبب اختلافهم على ما ذكره الدواني « 2 » وغيره أنهم