وتَفْصِيلاً ) * « 1 » والكلام * ( لا يَمَسُّه إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) * « 2 » من أدناس عالم البشرية والقرآن كان خلق النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) دون الكتاب والفرق بينهما كالفرق بين آدم وعيسى ( عليهما السّلام ) * ( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَه مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَه كُنْ فَيَكُونُ ) * « 3 » وآدم كتاب اللَّه المكتوب بيدي قدرته ، وأنت الكتاب المبين الَّذي بأحرفه يظهر المضمر « 4 » وعيسى قوله الحاصل بأمره * ( وكَلِمَتُه أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْه ) * « 5 » والمخلوق باليدين في باب التشريف ليس كالموجود بحرفين ومن زعم خلاف ذلك أخطأ .
أقول : ولا يخفى ما في كلّ مقاصده وشواهده من الأنظار الواضحة أمّا الكلام والكتاب فالفرق بينهما بما ذكره غير واضح بعد ما هو المعلوم من اشتقاق كلّ منهما ، والآية الثانية لا دلالة لها على مرامه بعد ظهور عدم سبق ذكر للكلام حتى يكون الضمير له ، مضافا إلى أنّ اختصاص الحكم لا يدلّ على اختصاص الموضوع ، وأمّا الاستشهاد بقوله : * ( وكَتَبْنا لَه فِي الأَلْواحِ ) * وقوله : * ( لا يَمَسُّه إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) * فهو كما ترى ، سيّما مع ظهور كون الضمير في الثاني للكتاب أو القرآن ، مع أنّ إطلاق المسّ على إدراك الحقائق مجاز ، وكون إدراكه مختصّا بالمطَّهرين لا يتمّ إلَّا باعتبار