لذلك شخصا أو قصدا أيضا وقد قال رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) لغير واحد من الصّحابة : قد أنزل اللَّه فيك قرآنا يريد آية أو أكثر أو سورة .
والبحث في أنّ إطلاقه على الآية أو السورة حقيقة باعتبار وضعه للكلام المنزل للإعجاز ، فيطلق على القليل والكثير المهية في ضمن الجميع ، بمعنى أنّه أيّ فرد أخذ منه فهو فرد منها وإنّ تحقّقت في ضمن أبعاضه أيضا أو أنّه مجاز من باب إطلاق الكلّ على الجزء لأنّه موضوع لما بين الدفتين أو لجميع ما نزل للإعجاز على خاتم الأنبياء ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) أو أنّه حقيقة من وجه ومجاز من وجه آخر ، باعتبار أنّ له وضعين من وجهين .
هيّن جدّا لقلَّة الفائدة فيه إلَّا في مثل النذر وأختيه والوصيّة ونحوها ممّا يقلّ تجرّده فيه عن القرائن الدالَّة على إرادة أحد الأمرين ولو باعتبار المقام أو التعليق ، وعلى فرض التجرّد فلعلَّه محمول على الجميع لظهور الانسباق وقضية الاشتغال بل التبادر الذي لعلَّه المستند للأكثر في القول بوضعه للمجموع .
وبالجملة فالخطب في مثله سهل ، إنّما الكلام في وجه المناسبة الملحوظة في التسمية به بعد أخذه من القرآن بالضمّ بمعنى الجمع والضمّ ، أو بالفتح بمعنى الوقت ، أو من القراءة التي هي بمعنى التلاوة أو بمعنى القرآن يعني الاقتران لكنّه يرجع إلى الأوّل أو من القرينة لأنّه يفسّر بعضه بعضا أو من القري بمعنى الضيافة حيث إنّه مأدبة اللَّه لعباده .
بالجملة فالمناسبة شيء من وجوه ككونه مجتمعا في النزول أوّل ما أنزل في عالم الأنوار على سيّد الأبرار كما ستسمع الإشارة إليه أو حيثما نزل كلَّه جملة واحدة في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان إلى البيت المعمور قبل أن ينزّل في هذا العالم منجّما مفرّقا في طول ثلاث وعشرين سنة فإنّه من هذا الوجه فرقان بخلاف الأوّل