يجمع بينها ليأمن من فسادها وخوف عدوّها الخبر « 1 » .
ثمّ من أفضح جهالات ذلك المخالف ما أشار إليه بقوله : ويبيّن ما قلناه أنّ أحدا ممّن خالفنا . . إلى آخره .
حيث إنّه نسب في ظاهره كلامه إلى الإماميّة أنّهم لا يقولون بعصمة كلّ واحد من العترة وعدم افتراقهم عن الكتاب وأنت ترى أنّ ضرورة مذهبهم تقضي بذلك بحيث يعرفه كلّ مخالف ومؤالف على الوجه الذي فسّرت به العترة فيما مرّ من المعتبرة ، ولعلَّه زعم أنّ المراد بالعترة مطلق الذريّة والأولاد والأقارب مطلقا ولم يعلم أنّه مفسّر في أخبارهم فضلا عن أخبار الإماميّة بأهل البيت .
فإن قلت : إنّ صريحها بل صريح ما ورد في تفسير الآية « 2 » تفسير كل من العترة وأهل البيت بالأربعة الَّذين هم علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السّلام ) فمن أين يتمّ الكلام في سائر الأئمّة ( عليهم السّلام ) على ما هو مقصد الإماميّة ؟
قلت : لا ريب أنّ الاقتصار في بعض الأخبار على الأربعة إنّما هو لكونهم موجودين ظاهرين في هذا العالم الناسوتي عند نزول الآية وإلَّا فلا ريب أنّه بعد ثبوت الولاية والعصمة لواحد منهم يثبت للآخرين أيضا بالنصّ منه لثبوت عصمته وشدّة الوثوق بقوله ، على أنّه قد تواتر النصوص على الكلّ عن النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) حسبما هو مسطور في كتب الفريقين بل في كثير من أخبار الفريقين تفسير العترة بالاثني عشر .