responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 282


إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أطول من الآخر كتاب اللَّه حبل ممدود من السّماء إلى الأرض طرف بيد اللَّه وطرف بيد عترتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
قيل لأبي سعيد : ومن عترته ؟ قال : أهل بيته « 1 » . والعبارة عنه في الظاهر أنّ المراد أنّ القرآن بمنزلة العقل ، وهم بدون العقل بمنزلة الجسم ، ولا ريب أنّ العقل أكبر من الجسم ، أمّا إذا اعتبرت العاقل فإنّه أكبر من العقل والعقل هنا في هذا المثال هو المرتبة الأولى المعبّر عنها بالمعاني ، وهو جواب آخر لسائر الناس ، وهو أنّ الحكيم لا يخاطب الناس إلَّا بما يعرفون ، والذي يعرفونه إنّهم ( عليهم السلام ) إنّما يأخذون من القرآن فيكون هو الثقل الأكبر .
وهو ( عليه السلام ) أراد بأهل بيته الذين هم الثقل الأصغر ظاهرهم بين الناس ويريد به مرتبتهم الثالثة كما قرّرنا فلاحظ . وأمّا إنّهم ( عليهم السلام ) كتاب اللَّه الناطق والقرآن كتاب اللَّه الصامت كما قال علي ( عليه السلام ) .
فالمراد أنّ القرآن صامت بالحق لا ينطق بالحق إلَّا بحملته فالكتاب ينطق بالحق بلسان حامليه وإلَّا فهو صامت ولا ينتفع بالصامت ولا يكون حجّة حال صمته ، فالناطق من هذه الحيثية أفضل لعموم الانتفاع وقيام الحجة به .
وكون أنّه ليس في ذرّات الوجود بعد النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) أعلى رتبة منهم صحيح في المرتبة الأولى ، وأمّا في المرتبة الثالثة فهم يتعلَّمون من الملائكة ، ومن سائر الموجودات كما أخبر الميمون عليّا ( عليه السلام ) وهو راكب عليه حين حفر المنافقون له حفيرة في الطَّريق وغطَّوها بالدغل فلمّا قرب منها أخبره حصانه


( 1 ) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للحافظ السيوطي ج 2 ص 60 ط . مصر .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست