يسدّدهم ، فلا يعلمون شيئا إلَّا بواسطته وهذا هو القرآن فإنّ اللَّه أخبر في مواضع متعدّدة أنّه ( عليه السلام ) لا يعلم شيئا قبل القرآن مثل قوله تعالى : * ( ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ ولا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا ) * « 1 » فهم ( عليه السلام ) في مرتبة الأبواب مساوون في القرآن .
الثالثة : مرتبة الإمامة وهو هذا الأدنى الظاهر الَّذي فرض اللَّه طاعته على عباده ، وهو في هذا المقام لا يعلم شيئا إلَّا من القرآن ، وما نزل به جبرئيل ( ع ) والملائكة ( عليهم السلام ) في ليلة القدر وغيرها إنّما هو في بيان ما انطوى عليه القرآن من الخفايا ، ولهذا وصف اللَّه عليّا بالعلم في غاية الوصف حيث قال تعالى :
* ( ومَنْ عِنْدَه عِلْمُ الْكِتابِ ) * « 2 » وقال تعالى : * ( ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى ولكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وهُدىً ورَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) * « 3 » .
فأخبر عن كتابه المجيد أنّه تفصيل كلّ شيء .
وروى أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سئل هل عندكم من رسول اللَّه شيء من الوحي سوى القرآن ؟ قال ( عليه السلام ) : لا والَّذي فلق الحبّة ، وبرئ النسمة إلَّا أن يعطي اللَّه عبدا فهما في كتابه إشارة إلى قصّة نوح : * ( تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ ولا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا ) * « 4 » يعني القرآن وقوله تعالى في سورة يوسف : * ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِه لَمِنَ الْغافِلِينَ ) * « 5 » أي من قبل القرآن ، وقال تعالى في