وحشمه لأنّهما أخصّ الأشياء به « 1 » .
وقال ابن الأثير في « النهاية » : إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي سمّاهما ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ويقال لكل خطير نفيس ثقيل فسمّاهما ثقلين إعظاما لقدر هما وتفخيما لشأنهما « 2 » .
وفي « مجمع البيان » : الثقلان أصله من الثقل وكلّ شيء له قدر ووزن فهو ثقل ، ومنه قيل لبيض النعامة ثقل ، وإنّما سميت الإنس والجن ثقلين لعظم خطرهما وجلالة شأنهما بالإضافة إلى ما في الأرض من الحيوانات ولثقل وزنهما بالعقل والتمييز ، ومنه قول النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي سماهما ثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدر هما « 3 » .
قلت : وأنت ترى أنّ صريح الفيروزآبادي كظاهر غيره أنه بالفتحتين ومنه يظهر ضعف ما قيل : إنه بالكسر فالسكون ثم إنّهما إنما سميّا لثقلهما ونفاستهما وعظم خطرهما ولثقل العمل بهما والالتزام بأحكامهما ، والوفاء بعهودهما حيث إنّ مرجعهما إلى الولاية التي ضلّ فيها من ضلّ وهلك من هذه الأمّة فإنّها لم تهلك في اللَّه ولا في رسول اللَّه وإنما هلكت بالغلوّ والتقصير في مولينا أمير المؤمنين ولميلهما إلى المركز الحق في أقصر الخطوط الذي هو الصراط المستقيم وإنه لدى اللَّه لعلىّ الحكيم .
ثانيها : أنّه قد فسرت العترة في غير واحد من الأخبار المعتبرة بأهل بيته ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) ، ولذا جعل بيانا لها في كثير من الأخبار المتقدمة .
وفي الخبر عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه سئل عن عترة النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه