responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 251


الباب الثالث في بيان حقيقة القرآن ومراتبه في الكون وظهوره عند التنزل في الحروف والكلمات وتقسيم الكتاب إلى الصامت والناطق الذين هما الثقلان اللذان لا يفترقان اعلم أنّ اللَّه سبحانه وتعالى كان في أزليته ودوام سر مديّته ولم يكن معه شيء من الأشياء لا من المجرّدات ولا من الماديات ولا من الحقائق والطبائع والوجود والماهية وغيرها مما يطلق عليه اسم الشيء فأوّل ما خلقه هو المشيّة الإمكانية ثم الكونية حسبما تأتي إليهما الإشارة وهذه المشيّة هي التي يقال لها : الإبداع والإرادة والفعل ، والعقل ، والقلم ، والصنع والوجود المطلق ، وعالم المحبة ، وغيرها من الألقاب الشريفة التي ربما أشير إليها في آثار الأئمة الطاهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، بل في بعضها بالنسبة إلى بعض هذه الألقاب إنّه أوّل ما خلق اللَّه « 1 » .
وفي النبوي أوّل ما خلق اللَّه نور نبيك يا جابر وفي معناه أخبار كثيرة تدلّ على كونهم عليهم السّلام أوّل ما خلق اللَّه وأن من سواهم حتى الأنبياء والملائكة والجنة وغيرها ، إنّما خلقوا من أشعّة أنوارهم ، بل يستفاد من قوله عليه السّلام : خلق اللَّه المشيّة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيّة « 2 » منضمّا إلى العلوي نحن صنائع اللَّه


( 1 ) بحار الأنوار ج 15 ص 24 . ( 2 ) بحار الأنوار ج 4 ص 145 نقلا عن التوحيد للصدوق واحتمل في بيان هذا الخبر الذي هو من غوامض الاخبار وجوها : منها أن لا يكون المراد بالمشيّة الإرادة بل إحدى مراتب التقديرات التي اقتضت الحكمة جعلها من أسباب وجود الشيء كالتقدير في اللوح مثلا والإثبات فيه . ومنها : أن يكون خلق المشيّة بنفسها كناية عن كونها لازمة لذاته تعالى غير متوقفة على إرادة أخرى فيكون نسبة الخلق إليها مجازا عن تحقّقها بنفسها منتزعة عن ذاته تعالى . ومنها أن المراد بالمشية مشية العباد وبالأشياء أفاعيلهم . ومنها أن للمشية معنيين أحدهما متعلق بالشائي وهي كون ذاته سبحانه بحيث يختار ما هو الخير والصلاح والآخر متعلق بالمشيء وهو حادث بحدوث المخلوقات وهو إيجاده سبحانه إياه بحسب اختياره إلخ . ومنها غير ذلك ومن أراد التفصيل فليراجع إلى البحار .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست