القيامة صاحبه في صورة شابّ جميل شاحب اللون ، فيقول له : أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك ، وأظمأت هو أجرك ، وأجففت ريقك ، وأسبلت دمعتك ، إلى أن قال فأبشر فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ، ويعطى الأمان بيمينه ، والخلد في الجنان بيساره ، ويكسى حلَّتين ثم يقال له : اقرأ وأرق ، فكلما قرء آية صعد درجة ، ويكسى أبواه حلَّتين إن كانا مؤمنين ، ثم يقال لهما هذا لما علَّمتماه القرآن » « 1 » .
وروى الصدوق بالإسناد عن النبي ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) قال : « من قرء القرآن ابتغاء وجه اللَّه ، وتفقّها في الدين كان له من الثواب مثل جميع ما أعطي الملائكة والأنبياء والمرسلون ، ومن تعلَّم القرآن وتواضع في العلم ، وعلَّم عباد اللَّه وهو يريد ما عند اللَّه لم يكن في الجنة أعظم ثوابا منه ، ولا أعظم منزلة منه ولم يكن في الجنة منزل ، ولا درجة رفيعة ، ولا نفيسة إلَّا وكان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل » « 2 » .
وروى الطبرسي في « المجمع » عن رجاء بن حياة قال : « كنّا أنا وأبي عند معاذ بن جبل ، فقال : من هذا يا حياة ؟ قال : هذا ابني رجاء ، فقال معاذ : هل علَّمته القرآن ؟ قال : لا ، قال : فعلَّمه القرآن ، فإنّي سمعت رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) يقول : ما من رجل علَّم ولده القرآن إلَّا توج أبواه يوم القيامة بتاج الملك ، كسيا حلَّتين لم ير الناس مثلهما ثم ضرب بيده على كتفي فقال : يا بني إن استطعت أن تكسي أبويك يوم القيامة حلَّتين فافعل » « 3 » .
وفي « ثواب الأعمال » و « الفقيه » و « العلل » عن الأصبغ بن نباتة قال : قال