وإنّه يرويه عن رجلين مجهولين ، وفيهما ما لا يخفى ، أما محمد بن القاسم فقد أكثر الصدوق من النقل عنه في كثير من كتبه « كالفقيه » وكتاب « التوحيد » وعيون أخبار الرضا عليه السلام وغيرها ، وفي كل موضع يذكره يقول رحمه اللَّه أو رضي اللَّه عنه مع إنّه قد قال في أول « الفقيه » ما قال « 1 » ، وأما الرجلان فالصدوق أعرف بحالهما مع أن شيخنا الطبرسي قال في أول « الاحتجاج » قال أي الصدوق - رحمه اللَّه - : حدّثني أبو الحسن محمد بن القاسم الإسترابادي المفسّر قال : حدّثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وأبو الحسن علي بن محمد السيّار ، وكانا من الشيعة - الإمامية الحديث ، ومن هنا وغيره قد بالغ غير واحد من الإمامية في الذبّ عنه وحكموا بالاعتماد عليه ، ولذا أوردناه بتمامه في هذا التفسير مفرّقا على ما يناسبه من الآيات .
ثم إنّ طريقة المفسرين من أصحاب الأئمة عليهم السلام ، كانت مستقره على الاقتصار على إيراد الاخبار بل وكذا غيرهم من مصنّفي الأصول والأحكام ، وأما الطبقة المتأخرة عنهم فإنّهم وإن اقتفوا آثارهم في الاعتماد على الأخبار إلَّا أنّه بسطوا الكلام مضافا إلى ذلك في البحث والاستدلال ووجوه الاستنباط والنظر في اللغات وإعراب الكلمات واختلاف القراءات وربما تصدّوا لحكاية أقوال المفسّرين من العامّة لا لاعتماد عليها بل لترجيح بعض ما وافق الحقّ منها على غيره ، أو للردّ عليها ، أو للتنبيه على ضعفها وقصورها ، أو لغير ذلك من الأغراض الصحيحة ، وبالجملة فمن التفاسير المصنفة بعد الطبقة الأولى كتاب التفسير للصدوق الأوّل وكتاب التفسير للصدوق الثاني محمد بن علي بن بابويه القمي ، قال النجاشي : له