عليه وآله وسلم : ( اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللَّه ) « 1 » وإن كان الأظهر أنّ التوسّم والفراسة المشار إليهما في الآية والخبر أشبه بالمكاشفات الغيبيّة والمشاهدات الإيمانيّة الَّتي يراها من ينظر بنور اللَّه ، ولذا لا يختصّ بخصوص الأخلاق والسجايا بل يجري أيضا في قاطبة الحقائق والقضايا كما أنّه وإن كان يسمّى بالقيافة أيضا لكنّه غير القيافة المحرّمة عند الفقهاء ، وهي الاستناد إلى علامات ومقادير يترتّب عليها إلحاق بعض الناس ببعض بمجرّد المشابهة الَّتي لا عبرة بها أصلا في الشريعة بعد مشاهدة عدم مطابقتها للنسب الشرعي بل الحقيقي أيضا سيّما بعد إناطة الإلحاق في الشريعة على الولادة على الفراش والإقرار ، وغير هما من الطرق الشرعيّة الَّتي ليست منها القيافة الَّتي تعرف بها الأنساب وقفوا لآثار الجاهليّة ، ولذا حكموا بحرمتها إذا جزم بها أو ترتب عليها محرّم ، وإلَّا فلا حرمة لها وإن كان ربما يقال : أنّها من الكهانة بل عن الصادق ( عليه السّلام ) : من تكهّن أو تكهّن له فقد بريء من دين محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله قيل : فالقيافة . قال ( عليه السّلام ) : ما أحبّ أن تأتيها ، قيل : ما يقولون شيئا إلَّا كان قريبا ممّا يقولون فقال عليه السّلام : القيافة فضلة من النبّوة ذهبت من الناس حيث بعث النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم )