القلب والدماغ والكبد والأنثيان ، إذ في الأوّل قوّة الحياة ، وفي الثاني قوّة الحسّ والحركة ، وفي الثالث قوّة التغذية المحتاج إليها في بقاء الشخص بل في إمداد الروح الحيواني والنفساني ، وفي الرّابع قوّة التوليد وحفظ النسل المحتاج إليه في بقاء النوع ، لكن الرئيس على الإطلاق القلب الَّذي هو ينبوع الحرارة الغريزية المصلحة المدبّرة للبدن بإذن اللَّه وهو أوّل متكوّن في الحيوان ومنه يسري قسط من الروح إلى الدّماغ الَّذي يفاض عليها فيه ولو بمعونة قبول الآلات وصلاحيّة المحلّ للرّوح النفسانيّة الَّتي هي منشأ الحسّ والحركة كما أنّه يسري منها قسط ، إلى الكبد والأنثيين فيقويان بها على أفعالهما ولعلَّك بما ذكرناه تقدر على دفع ما قيل في إطلاق رئاسة غيره مع أنّ في النواميس الشرعيّة إشارات إلى ما ذكرناه وستسمعها في موضعها . ثمّ إنّ هذا العلم أيضا من مبادئ الطبّ وإن كان الأظهر أنّه منه .
وعلم الخواصّ الذي يبحث فيه عن خاصيّة العقاقير والمراد بها كلّ فعل لا يتخلَّف بعد مباشرة الفاعل القابل دون استناد إلى طبع بل إلى الصورة النوعيّة قيل : وهي إمّا مطلقة وهي الفاعلة بلا شرط أصلا كجذب المغناطيس الحديد ، أو بشرط متعلَّق بالزّمان خاصّة كإبطال شهوة النكاح ببذر الفرفخ « 1 » شتاء ، أو بالمكان كالقتل بالبنج في أرض فارس خاصّة ، أو بشيء معيّن من جنس ككيّ الثالول بذكر التين ، أو عضو معيّن كخززة الزعفران على الفخذ الأيسر للولادة ، أو وزن معيّن يخلّ تغييره بالمطلوب ككونها عشرة محرّرة إلى غير ذلك . وهل يعلَّل فعل