[ سورة الأنعام ( 6 ) : آية 52 ] ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ( 52 ) سئل عن قوله : ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه [ 52 ] قال : أي يريدون وجه اللَّه ورضاه ، ولا يغيبون عنه ساعة . ثم قال : أزهد الناس أصفاهم مطعما ، وأعبد الناس أشدهم اجتهادا في القيام بالأمر والنهي ، وأحبهم إلى اللَّه أنصحهم لخلقه . وسئل عن العمر قال : الذي يضيع العمر .
[ سورة الأنعام ( 6 ) : آية 54 ]
[ سورة الأنعام ( 6 ) : آية 54 ] وإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِه الرَّحْمَةَ أَنَّه مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِه وأَصْلَحَ فَأَنَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 54 ) قوله تعالى : كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِه الرَّحْمَةَ أَنَّه مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِه وأَصْلَحَ فَأَنَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ [ 54 ] . وقد حكي أن اللَّه تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : يا داود من عرفني أرادني ، ومن أرادني أحبني ، ومن أحبني طلبني ومن طلبني وجدني ، ومن وجدني حفظني « 1 » . فقال داود صلوات اللَّه عليه : إلهي ، أين أجدك إذا طلبتك ؟ فقال : عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي « 2 » . فقال : إلهي ، أتيت أطباء عبادك للتداوي فكلهم دلوني عليك ، فبؤسا للقانطين من رحمتك ، فهل لي وجه أن تداويني ؟ فقال اللَّه عزّ وجلّ : الذين أتيتهم كلهم دلوك علي ؟ فقال : نعم . قال : فاذهب فبشر المذنبين ، وأنذر الصديقين . فتحير داود فقال : يا رب ، غلطت أنا أم لا ؟ قال : ما غلطت يا داود . قال : وكيف ذلك ؟ قال : بشر المذنبين بأني غفور ، وأنذر الصديقين بأني غيور . فسئل : من الصديقون ؟ فقال : الذين عدوا أنفاسهم بالتسبيح والتقديس ، وحفظوا الجوارح والحواس ، فصار قولهم وفعلهم صدقا ، وصار ظاهرهم وباطنهم صدقا ، وصار دخولهم في الأشياء وخروجهم عنها بالصدق ، ومرجعهم إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر .
[ سورة الأنعام ( 6 ) : آية 69 ]
[ سورة الأنعام ( 6 ) : آية 69 ] وما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ولكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 69 ) وقوله سبحانه وتعالى : ولكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [ 69 ] قال : إن اللَّه تعالى أخذ على أوليائه التذكرة لعباده ، كما أخذ التبليغ على أنبيائه صلوات اللَّه عليهم أجمعين . فعلى أولياء اللَّه أن يدلوا عليه ، فمتى قعدوا عن ذلك كانوا مقصرين . قيل له : فقد رأينا كثيرا منهم
( 1 ) ورد هذا القول منسوبا إلى عتبة الغلام في الحلية 10 / 81 . ( 2 ) الحلية 4 / 32 وصفوة الصفوة 2 / 293 وفي الحلية 2 / 364 أنه حديث بين اللَّه عزّ وجلّ ونبيه موسى عليه السلام .