responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 45


يدخل عليه ولا يخرج منه ، إلَّا بوزن ، حينئذ يعرف ذنوبه ، فمن فتح على نفسه باب حسنة فتح اللَّه عليه سبعين بابا من التوفيق ، ومن فتح على نفسه باب سيئة فتح اللَّه عليه سبعين بابا من الشر من حيث لا يعلمه العبد ، وما من قلب يهم بما لا يعنيه إلَّا عوقب في الحال بتضييع ما يعنيه ، ولا يعرف ذلك إلَّا العلماء باللَّه . وسئل عن قوله : إِنْ تَرَكَ خَيْراً [ 180 ] ما هذا الخير عندك ؟
قال : المال الحلال ، كما قال اللَّه تعالى : ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ [ 215 ] أي من مال حلال في وجوهه وابتغاء مرضاته ، فقال : وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ [ 272 ] أي من مال حلال ، يُوَفَّ إِلَيْكُمْ [ 272 ] أي توفون الجزاء من اللَّه تعالى على فعلكم وما قصدتم به . وسئل عن قوله :
والصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ [ 177 ] أي في بداية الأمر بالسنة ، والضَّرَّاءِ [ 177 ] أي في اجتناب المنهي ظاهرا وباطنا في أكل الحلال ، والبأساء في الظاهر الفقر ، والضراء الشدة ، وحِينَ الْبَأْسِ [ 177 ] أي عند القتال .
وسئل عن قوله : أَخَذَتْه الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ [ 206 ] قال : يعني الحمية ، كما قال في ص :
فِي عِزَّةٍ وشِقاقٍ [ ص : 2 ] أي في حمية واختلاف . وقوله : يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّه والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه [ 165 ] أي يحبون الأنداد كحبهم اللَّه عزّ وجلّ ، فقد وصف اللَّه تعالى شدة كفرهم وصدقهم في حال الكفر جهلا ، ووصف محبة المؤمنين وصدقهم في الإيمان باللَّه تعالى حقا ، ثم فضل المؤمنين بالمعرفة فقال : والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه [ 165 ] بمعرفتهم وسائر أسباب العبد المؤمن إلى الإقبال عليه وإقامة الذكر له ، وتلك منزلة العارفين المحبين ، إذ المحبة عطف من اللَّه تعالى بخالصة الحق . فقيل له : ما علامة المحبة ؟ قال : معانقة الطاعة ومباينة الفاقة .
وقد حكي أن اللَّه تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام : أتدري لم ألقيت عليك محبتي ؟ فقال :
لا يا رب . فقال : لأنك ابتغيت مسرتي . يا موسى : أنزلني منك على بال ، ولا تنس ذكري على حال ، وليكن همتك ذكري ، فإن طريقك عليّ « 1 » ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .


( 1 ) في المعجم الوسيط 1 / 141 : ( قال موسى : أنا أكون على حال من الحال ، أجلَّك أن أذكرك ، الغائط والجنابة ، فقال : اذكرني على كل حال ) . وانظر مثل ذلك في الحلية 6 / 37 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست