وحكى أبو عمرو بن العلاء فقال : « هربنا من الحجاج « 1 » فدخلنا البادية فأقمنا بها دهرا نتردد من حي إلى حي ، فبينا أنا خارج في بعض الأحياء ذات غداة متوزع الخاطر مبهم القلب ضيق الصدر ، إذ سمعت شيخا من الأعراب مجتازا يقول « 2 » : [ من الخفيف ] صبّر النّفس ينجلي كلّ همّ إنّ في الصبر حيلة المحتال ربّما تكره النفوس من الشيء له فرجة كحلّ العقال فلم يستتم الشيخ إنشاد البيتين حتى رأيت فارسا من بعيد ينادي : قد مات الحجاج . قال : فسألت الشيخ عن الفرجة ، فقال : الفرجة بضم الفاء : في الحائط والعود ونحوهما ، والفرجة بفتح الفاء : في الأمر من الشدة والنوائب . قال أبو عمرو : فلم أدر بأيهما كنت أشد سرورا ، بموت الحجاج أم بهذه الفائدة « 3 » . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
السورة التي يذكر فيها التين
السورة التي يذكر فيها التين
[ سورة التين ( 95 ) : الآيات 4 الى 6 ]
[ سورة التين ( 95 ) : الآيات 4 الى 6 ] لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( 4 ) ثُمَّ رَدَدْناه أَسْفَلَ سافِلِينَ ( 5 ) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ( 6 ) قوله تعالى : لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [ 4 ] قال : أي في أحسن قامة وأحسن صورة . ثُمَّ رَدَدْناه أَسْفَلَ سافِلِينَ [ 5 ] يعني نقلناه من حال إلى حال حتى أدركه الهرم . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ [ 6 ] في شبابهم ، فإنهم إذا ضعفوا وشاخوا أمرنا الملائكة تكتب لهم الأعمال التي كانت تكتب لهم حال شبابهم . فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [ 6 ] أي لا ينقطع عنهم أجور أعمالهم وإن ضعفوا عنها . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
( 1 ) الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي ( 40 - 95 ه ) : قائد ، داهية ، خطيب . ثبتت له إمارة العراق عشرين سنة . ( الأعلام 2 / 168 ) . ( 2 ) البيتان لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص 111 - 112 ولأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص 444 وله أو لحنيف بن عمير أو لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب في شرح شواهد المغني 2 / 707 . ( 3 ) شرح شواهد المغني 2 / 707 وخزانة الأدب 2 / 544 .