responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 127


قوله : رجاء الصدق خوفه ، وخوفه انتقاله ؟ فقال : لأن الصدق رجاؤهم وطلبهم ، ويخافون في طلبهم أن لا يكونوا صادقين ، فلا يقبل اللَّه منهم ، كما قال : والَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [ المؤمنون : 60 ] أي وجلة في الطاعة خوف الرد عليهم .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 35 ]

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 35 ] إِنَّ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ والْقانِتِينَ والْقانِتاتِ والصَّادِقِينَ والصَّادِقاتِ والصَّابِرِينَ والصَّابِراتِ والْخاشِعِينَ والْخاشِعاتِ والْمُتَصَدِّقِينَ والْمُتَصَدِّقاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِماتِ والْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ والْحافِظاتِ والذَّاكِرِينَ اللَّه كَثِيراً والذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّه لَهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً ( 35 ) قوله : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ [ 35 ] قال : الإيمان أفضل من الإسلام ، والتقوى في الإيمان أفضل من الإيمان ، واليقين في التقوى أفضل من التقوى ، والصدق في اليقين أفضل من اليقين ، وإنما تمسكتم بالأنا فإياكم أن تنفلت من أيديكم . وقال : الإيمان باللَّه في القلب ثابت ، واليقين بالصدق راسخ ، فصدق العين ترك النظر إلى المحظورات ، وصدق اللسان في ترك ما لا يعني ، وصدق اليد ترك البطش للحرام ، وصدق الرجلين ترك المشي إلى الفواحش ، وحقيقة الصدق من دوام النظر فيما مضى ، وترك النظر فيما بقي ، وإن اللَّه تعالى أعطى الصديقين من العلم ما لو نطقوا به لنفذ البحر من نطقهم ، وهم مختفون لا يظهرون للناس إلا فيما لا بد لهم منه ، حتى يخرج العبد الصالح ، فعند ذلك يظهرون ، ويعلمون العلماء من علومهم .
قوله تعالى : والذَّاكِرِينَ اللَّه كَثِيراً والذَّاكِراتِ [ 35 ] قال : الذاكر على الحقيقة من يعلم أن اللَّه مشاهده فيراه بقلبه قريبا منه ، فيستحي منه ، ثم يؤثره على نفسه وعلى كل شيء من جميع أحواله . وسئل سهل مرة أخرى : ما الذكر ؟ فقال : الطاعة . قيل : ما الطاعة ؟ قال : الإخلاص قيل : ما الإخلاص ؟ قال : المشاهدة . قيل : ما المشاهدة ؟ قال : العبودية . قيل : ما العبودية ؟ قال :
الرضا . قيل : ما الرضا ؟ قال : الافتقار . قيل : ما الافتقار ؟ قال : التضرع والالتجاء سلم سلم إلى الممات . وقال ابن سالم : الذكر ثلاث : ذكر باللسان فذاك الحسنة بعشر ، وذكر بالقلب فذاك الحسنة بسبعمائة ، وذكر لا يوزن ثوابه وهو الامتلاء من المحبة .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 38 ]

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 38 ] ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّه لَه سُنَّةَ اللَّه فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وكانَ أَمْرُ اللَّه قَدَراً مَقْدُوراً ( 38 ) قوله : وكانَ أَمْرُ اللَّه قَدَراً مَقْدُوراً [ 38 ] قال : أي معلوما قبل وقوعه عندكم ، وهل يقدر أحد أن يتقي المقدور ؟ وقد قال عمر رضي اللَّه عنه لما طعن : « وكانَ أَمْرُ اللَّه قَدَراً مَقْدُوراً [ 38 ] ، ولقد أخبرني رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنهم سيفعلون هذا » . وحكي عن الضحاك أنه ينزل ملكان من السماء ومع أحدهما صحيفة فيها كتاب ، ومع الآخر صحيفة ليس فيها كتاب ، فيكتب عمل العبد وأثره ، فإذا أراد أن يصعد قال لصاحب الصحيفة المكتوبة : عارضني فيعارضه ، فلا يخطىء حرفا .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 71 ]

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 71 ] يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَنْ يُطِعِ اللَّه ورَسُولَه فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ( 71 ) قوله : يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [ 71 ] قال : من وفقه اللَّه لصالح الأعمال فذاك دليل على أنه مغفور له ، لأن اللَّه تعالى قال : يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [ 71 ] .
واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست