responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 119


[ سورة القصص ( 28 ) : آية 76 ]

[ سورة القصص ( 28 ) : آية 76 ] إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وآتَيْناه مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَه لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَه قَوْمُه لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ( 76 ) قوله : لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّه لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [ 76 ] قال : من فرح بغير مفروح استجلب حزنا لا انقطاع له ، وليس للمؤمن راحة دون لقاء الحق جل وعز . وحكي عن الأعمش « 1 » قال :
كنا نشهد جنازة فلا ندري من نعزي من حزن القوم « 2 » .

[ سورة القصص ( 28 ) : آية 78 ]

[ سورة القصص ( 28 ) : آية 78 ] قالَ إِنَّما أُوتِيتُه عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَولَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّه قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِه مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْه قُوَّةً وأَكْثَرُ جَمْعاً ولا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ( 78 ) قوله تعالى : إِنَّما أُوتِيتُه عَلى عِلْمٍ عِنْدِي [ 78 ] قال : ما نظر إلى نفسه أحد فأفلح ، ولا ادعى لنفسه حالا فتم له .
والسعيد من الخلق من صرف بصره عن أحواله ، وأفعاله سبيل الفضل والإفضال ، ورؤية منة اللَّه في جميع الأفعال والشقي من زين نفسه وأحواله وأفعاله حتى افتخر بها ، وادعى ذلك لنفسه ، فشؤمه يهلكه يوما ما وإن لم يهلكه في الوقت ، ألا ترى اللَّه كيف حكى عن قارون بقوله : إِنَّما أُوتِيتُه عَلى عِلْمٍ عِنْدِي [ 78 ] يعني الفضل ، وهو أنه كان أقرأهم للتوراة « 3 » ، فادعى لنفسه فضلا ، فخسف اللَّه به الأرض ظاهرا ، وكم قد خسف بالأشرار وصاحبها لا يشعر بذلك ، وخسف الأشرار هو منع العصمة ، والرد إلى الحول والقوة بإطلاق اللسان في الدعاوي العريضة ، والعمى عن رؤية الفضل ، والقعود عن القيام بالشكر على ما أعطي ، فحينئذ يكون وقت الزوال .


( 1 ) الأعمش : سليمان بن مهران الأسدي ( 61 - 148 ه ) : تابعي . نشأ في الكوفة ، وتوفي فيها . كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض . ( تاريخ بغداد 9 / 3 ) . ( 2 ) الحلية 5 / 50 وكتاب الزهد لابن أبي عاصم 365 . ( 3 ) تفسير القرطبي 13 / 315 ، وقيل أيضا إن معنى الآية : ( إنّ اللَّه تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه بأني أستحقه ولمحبته لي ) ، انظر تفسير القرطبي وتفسير ابن كثير 3 / 410 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست