responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 29


إياه ، إلَّا سلط عليه إبليس يوسوس في صدره إلى نفسه بالهوى في معنى دعته إليه ، أو يرجع باللجأ إلى ربه والاعتصام به ، فستر اللَّه بذكره في أوطانه عند الإقامة على النهي ، حتى تم سابق علم اللَّه إليه فيما نهاه عنه أن سيكون ذلك منه ، وصار فعله علم سنّة في ذريته إلى يوم القيامة .
ولم يرد اللَّه معاني الأكل في الحقيقة ، وإنما أراد معاني مساكنة الهمة مع شيء هو غيره ، أي لا يهتم بشيء هو غيري . فآدم صلوات اللَّه عليه لم يعتصم من الهمة والفعل في الجنة ، فلحقه ما لحقه من أجل ذلك . وكذلك من ادعى ما ليس له ، وساكنه قلبه ناظرا إلى هوى نفسه فيه ، لحقه الترك من اللَّه عزّ وجلّ مع ما حل عليه نفسه إلَّا إن رحمه ، فيعصمه من تدبيره وينصره على عدوه وعليها ، يعني إبليس ، فأهل الجنة معصومون فيها من التدبير الذي كانوا به في دار الدنيا ، فآدم صلوات اللَّه عليه لم يعصم من مساكنة قلبه تدبير نفسه بالخلود لما أدخل الجنة ، ألا ترى أن البلاء دخل عليه من أجل سكون القلب إلى ما وسوست به نفسه ، فغلب الهوى والشهوة على العلم والعقل والبيان ونور القلب لسابق القدر من اللَّه تعالى ، حتى انتهى كما قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم :
« إن الهوى والشهوة يغلبان العلم والعقل » « 1 » .
[ سورة البقرة [2] : آية 37 ] فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّه كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْه إِنَّه هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 37 ) وسئل عن قوله : فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّه كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْه [ 37 ] ما هذه الكلمات التي تلقاها من ربه ؟ قال سهل : أخبرني محمد بن سوار عن أبيه عن الثوري « 2 » عن عبد العزيز ابن رفيع « 3 » عن عبد اللَّه بن عمر « 4 » رضي اللَّه عنهما أنه قال : لما ذكر آدم صلوات اللَّه عليه خطيئته قال : يا رب ، أرأيت معصيتك التي عصيتك ، أشيء كتبته عليّ قبل أن تخلقني ، أم شيء ابتدعته ؟
قال : بل شيء كتبته عليك إنك ستفعله بترك العصمة مني قبل أن أخلقك بخمسين ألف عام . قال آدم صلوات اللَّه عليه : فكما كتبته عليّ فاغفر لي ، فإنا قد ظَلَمْنا أَنْفُسَنا [ الأعراف : 23 ] أي


( 1 ) هذا ليس حديثا ، بل قول للحارث بن أسد في حلية الأولياء 10 / 88 ، وسيعاد ذكره في تفسير سورة ص : 38 ، والشمس : 91 .
[2] الثوري : سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد اللَّه ( 97 - 161 ه 716 - 778 م ) : أمير المؤمنين في الحديث . كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى . ( الحلية 6 / 356 ، 7 / 3 وتاريخ بغداد 9 / 151 ) ( 3 ) عبد العزيز بن رفيع الأسدي ، أبو عبد اللَّه المكي الطائفي ( . . . - 130 ه ) : تابعي ، ثقة ، يقوم حديثه مقام الحجة . ( تهذيب التهذيب 6 / 301 ) . ( 4 ) عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب العدوي ( 10 ق ه - 73 ه ) : صحابي ، من أعز بيوتات قريش في الجاهلية . كان جريئا جهيرا . شهد فتح مكة . وهو آخر من توفي فيها من الصحابة . أفتى الناس في الإسلام ستين سنة . ( الحلية 1 / 292 والإصابة ت 4825 ) .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست