responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 17


الظاهر والباطن ، وصدقهم فيه بنور بصيرة اليقين ، وهو سكون القلب إلى اللَّه تعالى في كل حال وعلى كل حال ، فليس لهؤلاء همة في الألحان ولا في التطريب بطيبة الصوت تكلفا ، إنما همهم التفهّم وطلب المزيد من اللَّه تعالى فهما لأمره ونهيه . والمراد من أحكام فرضه وسنة نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فهم بعلمه عاملون ، وباللَّه مستعينون ، وعلى آدابه صابرون كما أمرهم بقوله : اسْتَعِينُوا بِاللَّه واصْبِرُوا [ الأعراف : 128 ] أي استعينوا باللَّه على أمر اللَّه بالسنة فرضا ، أي سنة اللَّه ، واصبروا على آدابه باطنا وظاهرا ، كي يكسبكم فهما وفطنة . والمراد منه تفضلا لا يبالون بطيب حنجرة الأصوات ، فهم الذين أعطاهم اللَّه تعالى فهم القرآن ، هم خاصة اللَّه وأولياؤه ، لا هم للدنيا ، ولا الدنيا منهم في شيء ، ولا فيما في الجنة رغبوا ، أخذ منهم الدنيا فلم يبالوا ، وهبها لهم فردوها كما ردها نبيهم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لمّا عرضت عليه ، طرحوا أنفسهم بين يديه رضى وسكونا إليه وقالوا : لا بد لنا منك أنت أنت ، لا نريد سواك ، فهم المتفردون باللَّه كما قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « سيروا ، سبق المفردون إلى رحمة اللَّه ، قالوا : ومن المفردون يا رسول اللَّه ؟ قال : الذين اهتروا بالذكر للَّه تعالى ، يأتون يوم القيامة خفافا قد حط الذكر عنهم أثقالهم » « 1 » . قال سهل : هم المشايخ المهترون « 2 » في الذكر بالذكر للَّه تعالى ، مجالسون كما قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : يقول اللَّه تعالى : « أنا جليس من ذكرني حيثما التمسني عبدي وجدني » « 3 » ، وقال تعالى : فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه [ البقرة : 115 ] .
باب صفات طلاب فهم القرآن قال اللَّه عزّ وجلّ : وإِنَّه لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 192 ) نَزَلَ بِه الرُّوحُ الأَمِينُ ( 193 ) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ [ الشعراء : 192 - 194 ] قال سهل : فعلى مقدار النور الذي قسمه اللَّه تعالى له يجد هداية قلبه وبصيرته ، فظهر على صفاته أنوار نوره ، قال اللَّه تعالى : ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّه لَه نُوراً فَما لَه مِنْ نُورٍ [ النور : 40 ] فالقرآن حبل اللَّه بين اللَّه وبين عباده ، من تمسك به نجا ، لأن اللَّه تعالى جعل القرآن نورا وقال : ولكِنْ جَعَلْناه نُوراً نَهْدِي بِه مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا [ الشورى : 52 ] ومعنى جعلنا : بيّنّا ما فيه من محكم ومتشابه ، وحلال وحرام ، وأمر ونهي ، كما قال اللَّه عزّ وجلّ :


( 1 ) نوادر الأصول 3 / 64 . ( 2 ) جاء في المصدر السابق : ( المهتر إذا نطق يشبه كلامه كلام من لم يستعمله عقله ، لأن العقل يخرج الكلام على اللسان بتدبير وتؤدة وتأن ، وهذا المهتر إنّما ينطق به ، فكأنه الماء على لسانه يجري ، حتى يشبه الهذيان في بعض أحواله ، وهو في الباطن مع اللَّه تعالى من أصفى الناطقين وأصدقهم . والمهتر في اللغة : الشيخ الكبير الذي قد أفند عقله . . . ) . ( 3 ) شعب الإيمان 1 / 451 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست