وأرانا هنا بحاجة إلى دراسة فقرات من النص التالي عن عبد الله بن الزبير لأنه يعطي ضوءا هاما على الشخص المحرك لحذيفة ، ويبين سعي علي عليه السلام لتوحيد نسخة القرآن من زمن الخليفة عمر . . قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة ج 3 ص 990 : ( حدثنا الحسن بن عثمان قال ، حدثنا الربيع بن بدر ، عن سوار بن شبيب قال : دخلت على ابن الزبير رضي الله عنه في نفر فسألته عن عثمان ، لم شقق المصاحف ، ولم حمى الحمى ؟ فقال قوموا فإنكم حرورية ، قلنا : لا والله ما نحن حرورية . قال : قام إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رجل فيه كذب وولع ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة ، فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة ، فطعن طعنته التي مات فيها ، فلما كان في خلافة عثمان رضي الله عنه قام ذلك الرجل فذكر له ، فجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف ، ثم بعثني إلى عائشة رضي الله عنها فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، فعرضناها عليها حتى قومناها ، ثم أمر بسائرها فشققت ) انتهى . فقد اعترض سوار بن شبيب ورفقاؤه على عثمان : لماذا اعتمد نسخة واحدة من القرآن ومزق الباقي ؟ ! وذلك لأن الناس تعودوا على الاختلاف ، وتعلموا من روايات الخليفة عمر أن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، وأنها جميعا نسخ وقراءات صحيحة منزلة من عند الله تعالى ! ولذلك كان عثمان بتوحيده نسخة القرآن مخالفا للخليفة عمر ومنحرفا عن الإسلام ! ! وعندما سمع عبد الله بن الزبير اعتراضهم أحس بهدفهم السياسي ضد عثمان ، وعرف أنهم فقدوا بتوحيد نسخة القرآن موقعهم كقراء خبراء في القرآن لهم أتباع من العوام . . فقال لهم : قوموا عني فأنتم خوارج ( حرورية ) أي تقولون بكفر عثمان ! ! فأكدوا له : لا والله ما نحن حرورية . . فحكى لهم قصة توحيد عثمان لنسخة القرآن ، وقال لهم ما معناه : إن المسألة فيها فتوى من الخليفة عمر فلا تعترضوا على عثمان ، لقد نوى عمر أخيرا أن يوحد نسخة القرآن ، ويترك مسألة الأحرف السبعة ، ولكنه قتل قبل أن ينفذ ذلك . ثم قال ابن الزبير : أنا لا أعترض على عمل عثمان لأن فيه فتوى من عمر ، وإن كنت