نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 294
على النقل والآثار ، لا أننا إذا رأينا كلمة " يا بني آدم " مثلا عرفنا أن السورة مكية مباشرة . ولعل هذا القائل تخيل أن قلة المسلمين في مكة لا تناسب توجيه الخطاب إليهم ، بل المناسب الخطاب للأكثر . ولكن كثرتهم في المدينة أوجبت صحة توجيه الخطاب إليهم ب " يا أيها الذين آمنوا " . ولكن هذا مجرد تخيل وحدس لا يوجب الاطمئنان ، بل الاطمئنان حاصل بخلافه ، وذلك لأن خطابات القرآن ليس على نحو القضية الخارجية ، وإنما هي على نحو القضية الحقيقية التي لا يفرق فيها بين كثرة الموجودين وقلتهم ، بل كل من دخل تحت عنوان الخطاب ، ولو بعد سنين يكون مشمولا له . نعم ، ربما يقال : إن الخطاب المشتمل على بعض الأحكام - كالجهاد ونحوه - مما يحتاج إلى القدرة والتمكن المفقود عند مسلمي مكة لا يكون توجيهه إليهم مناسبا . الثالثة : ما قيل من أن فيه أحكاما فرعية فهو مدني . وهذه العلامة وإن كانت صادقة بنحو جزئي إلا أنها أيضا لا يمكن الاعتماد عليها لأنها أخص من المدعى ، إذ أن ثبوت أن هذه الآية مدنية لا يلزمه ثبوت كون تلك مدنية . هذا بالإضافة إلى أننا نجد في السور المكية أحكاما فرعية كالسور المدنية وإن كانت بالنسبة إليها قليلة . ففي قوله تعالى * ( وأن أقيموا الصلاة واتقوه ) * [1] . وقوله سبحانه * ( لا تقتلوا أولادكم من إملاق ) * ( 2 ) . وقوله عز من قائل * ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) * ( 3 ) . وقوله عز وجل * ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) * ( 4 ) .