نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 216
المورد الثامن : قوله تعالى * ( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) * [1] . قال في الإتقان : إنها منسوخة بقوله بعده * ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) * [2] . وقال العتائقي : فشق نزولها " إن تبدوا . . . الآية " عليهم ، ثم نسخ ذلك بقوله : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ، والمنسوخ قوله : " أو تخفوه " . ولكن لم يعد تفسير النعماني هذه الآية من المنسوخات فيما نقله عن علي ، وكذلك فإن الإمام الخوئي لم يتعرض لها ، وكأنه لا يراها من الآيات المنسوخة . وقال في مناهل العرفان : والذي يظهر لنا أن الآية الثانية مخصصة للأولى ، وليست ناسخة ، فكان مضمونها : أن الله تعالى كلف عباده بما يستطيعون مما أبدوا في أنفسهم أو أخفوا ، لا تزال هذه الإفادة باقية ، وهذا لا يعارض الآية الثانية ، حتى يكون ثمة نسخ . وفي مجمع البيان للطبرسي قال : قال قوم : إن هذه الآية منسوخة بقوله : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ورووا في ذلك خبرا ضعيفا ، وهذا لا يصح ، لأن تكليف ما ليس في الوسع غير جائز ، فكيف ينسخ ؟ وإنما المراد بالآية ما يتناوله الأمر والنهي من الاعتقادات والإرادات . وغير ذلك مما هو مستور عنا - إلى أن قال : - فعلى هذا يجوز أن تكون الآية الثانية مبينة للأولى ، وإزالة توهم من صرف ذلك إلى غير وجهه ، وظن أن ما يخطر بالبال أن تتحدث به النفس مما لا يتعلق بالتكليف فإن الله يؤاخذ به ، والأمر بخلاف ذلك . ولكن الظاهر لنا من الآية الشريفة هو أن معناها : أن ما في أنفسنا من السوء سواء ابدي أو أخفي مما يحاسب الله به فله تعالى أن يغفر لمن يشاء فضلا ويعذب من يشاء عدلا . ويؤيد هذا المعنى ما ورد في الأخبار الكثيرة من المؤاخذة على النية ، وهي كثيرة ، نذكر منها على سبيل المثال :