responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي    جلد : 1  صفحه : 196


وهذا بذاته يكشف عن أن هذا القرآن هو من عند الله تبارك وتعالى .
وإدراك ذلك لا يتوقف على النبوغ في علوم المعاني والبيان والمحسنات البديعية ، بل هو في القرآن بحد أنه ربما يعرفه ويكتشف حسنه حتى من لم يكن من أهل تلك العلوم ولا من النوابغ فيها . نعم ، لو أراد شخص الاطلاع على محاسن القرآن تفصيلا فعليه أن يطالع ما الف من الكتب حول إعجاز القرآن ، ويتأمل ويتدبر ، مثل دلائل الإعجاز للشيخ عبد القاهر الجرجاني ، الذي قال في مدخل كتابه ما حاصله : إن من أراد الاطلاع على ما في القرآن من عظيم المزية وباهر الفضل وعجيب الوصف فينبغي له أن ينظر في الكتاب الذي وضعناه [1] .
ولا يخفى أن هذا التناسق العجيب في الأسلوب وهذا الإعجاز في فصاحته وبلاغته مختص بالقرآن الكريم ، حيث لا تفاوت بين أوله وآخره ، ولا بين آياته وكلماته ، وهذا بخلاف ما صدر من البشر ، من الخطب والمدائح والأهاجي . فلربما يوجد الاختلاف حتى في الخطب أو الأشعار ، بل وحتى القصيدة الواحدة والخطبة الواحدة للشاعر والخطيب الواحد . وكذا الاختلاف بين المدح والهجاء ، وبين ما يقوله في وصف الخمر وبين ما قاله في وصف الرياض ، فإن القدرة البشرية محدودة ، قد لا تصل إلى الكل في مستوى واحد وعلى نسق واحد .
خلاصة البحث :
فتحصل مما ذكرناه : أن النبي يحتاج في صدق دعواه إلى المعجز ، وأن أهم معجزات نبينا ( صلى الله عليه وآله ) هو القرآن الكريم ، وأنما يتحدى به الناس هو الإتيان بسورة واحدة تشبه سوره في الفصاحة والبلاغة والأسلوب . وهذا لا ينافي أن يكون القرآن معجزا من نواح أخرى . وأن من يتدبر القرآن يعرف أنه من الله تعالى ولو لم يكن له مهارة في الآداب والعلوم العربية المبينة لوجوه الفصاحة والبلاغة .
والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين .



[1] مقدمة دلائل الإعجاز : ص 6 .

نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست