نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 14
أحدهما : ما كان جبرئيل واسطة فيه بين النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبين الله تعالى . والآخر : ما كان بلا واسطة شئ أصلا . فمن هذه الأخبار ما رواه في البحار عن المحاسن بسند صحيح عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا أتاه الوحي من الله وبينهما جبرئيل يقول : هو ذا جبرئيل ، وقال لي جبرئيل ، وإذا أتاه الوحي وليس بينهما جبرئيل تصيبه تلك السبتة ويغشاه لثقل الوحي عليه من الله عز اسمه [1] . ولكن هذا الحديث لا يكفي لإثبات ما يراد إثباته هنا ، وذلك لأنه في صدد بيان أن الوحي كان على نحوين : أحدهما بواسطة جبرئيل ، والآخر بدونه . وليس في صدد بيان أن الوحي القرآني من أي من هذين النحوين هو أو من كليهما ، ولا دلالة له على شئ من ذلك . وحينئذ فيحتمل أن يكون الوحي القرآني مما توسط به جبرئيل . وأما ما لم يتوسط فيه جبرئيل فهو الوحي الذي جاءه ( صلى الله عليه وآله ) في الموضوعات أو في غير القرآن المجيد ، مما يعبر عنه ب " الأحاديث القدسية " . وهذا الاحتمال بعد أن عضده الدليل وأيدته الشواهد يكون هو المتعين ، ويخرج عن كونه احتمالا إلى كونه من الأمور المعتبرة والثابتة . ولابد لنا أخيرا من الإشارة إلى أنه قد روي في البحار بعد هذا الحديث مباشرة حديث آخر يرتبط فيما نحن فيه ، وهو : عن العياشي عن عيسى بن عبد الله عن جده عن علي ( عليه السلام ) قال : كان القرآن ينسخ بعضه بعضا ، وإنما كان يؤخذ من أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بآخره ، فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة ، نسخت ما قبلها ، ولم ينسخها شئ ، فلقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء ، وثقل عليها الوحي ، حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض ، وأغمي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى وضع يده على ذؤابة منبه بن وهب الجمحي ، ثم رفع ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقرأ علينا سورة المائدة ، فعمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعملنا .