نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 139
وقد سبق في بحث " الخط القرآني " أن الإسلام يحث الناس على تعلم الكتابة ، وأن القرآن قد مجد القلم وعظمه ، حتى لقد أقسم الله تعالى به ، حيث يقول : * ( ن والقلم ) * . كما أنه قد أورد نعمة القلم بعد نعمة الخلق في مقام آخر ، فقال : * ( اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم ) * بعد قوله تعالى * ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) * . وأما الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فيكفي ما ورد عنه من أنه في غزوة بدر قد جعل تعليم الكتابة فداء للأسرى ، فقد روي عن جابر عن عامر أنه قال : أسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر سبعين أسيرا ، وكان يفادي بهم على قدر أموالهم . وكان أهل مكة يكتبون وأهل المدينة لا يكتبون ، فمن لم يكن له فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة فعلمهم ، فإذا حذقوا فهو فداؤه [1] . هذا بالإضافة إلى ما ورد عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : القلب يتكل على الكتابة [2] . وبعد ذلك كله يمكن القول بأن من كان من صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعرف الكتابة فإنه كان يكتب طبعا ما يسمعه من كتاب الله تعالى ، بمقدار ما كانت له به الوسائل والأدوات الكتابية المتوفرة له في ذلك العصر . وقد نقل أنهم كانوا يكتبون على الرقاع والأحجار وعظام الأكتاف وغير ذلك مما هو قابل لأن يكتب عليه . محل البحث : ثم البحث هنا ناظر إلى المصاحف التي كتبها الصحابة ونسبت إليهم وسميت بأسمائهم ، في العصر الذي كانت فيه المصاحف مختلفة ، وهي كتبت قبل عصر عثمان ، وذلك كمصحف أبي بن كعب مثلا . وأما المصاحف التي كتبت في عصر عثمان وبعده فحيث إنها متوافقة من دون
[1] الطبقات الكبرى : ج 2 ص 14 . وراجع بحث " الخط القرآني في عصر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) " من هذا الكتاب . [2] الوافي : ج 1 باب فضل الكتابة .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 139