نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 138
مصاحف الصحابة تقديم : إن كتابة العلوم - أيا كانت - أمر يستحسنه العقل ويقتضيه الطبع ، وذلك لما فيه من الحفاظ على العلوم وصونها من الضياع . وإذا كان الأمر كذلك فإننا نعرف أنه إذا ورد حديث دال على خلاف ذلك [1] أو ثبت أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد نهى بعض الصحابة عن الكتابة والتدوين فلابد وأن يحمل على بعض الوجوه التي لا تنافي الحسن العقلي والطبعي المشار إليه . ولأجل ذلك نجد النووي يقول : وفيه ( أي في الذي هو بصدد شرحه ) جواز كتابة الحديث وغيره من العلوم الشرعية ، لقول أنس لابنه : اكتبه . بل هي مستحبة . وجاء في الحديث النهي عن كتب الحديث ، وجاء الإذن فيه . فقيل : كان النهي لمن خيف اتكاله على الكتاب وتفريطه في الحفظ مع تمكنه منه . والإذن لمن لا يتمكن من الحفظ . وقيل : كان النهي أولا لما خيف اختلاطه بالقرآن ، والإذن بعده لما أمن من ذلك . وكان بين السلف من الصحابة والتابعين خلاف في جواز كتابة الحديث ، ثم أجمعت الأمة على جوازها واستحبابها ، والله أعلم [2] .
[1] كما عن صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه . ( مناهل العرفان : ج 1 ص 285 ) . [2] صحيح مسلم ( شرح النووي ) : ج 1 ص 244 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 138