نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 133
ولعل ما عن الشريف المرتضى علم الهدى ( قدس سره ) من أن الآية تدل على أن النبي لم يكن يحسن الكتابة قبل النبوة ، وأما بعدها فالذي نعتقده أنه يجوز عليه أن يكون عالما بها وبالقراءة ، ويجوز كونه غير عالم بهما ، من دون قطع بأحد الأمرين [1] صحيح ولا بأس به . دعوة الإسلام إلى محو الأمية : ثم إنه لا يخفى أن الإسلام حينما ظهر في الجزيرة العربية لم يدخر وسعا ولم يأل جهدا في الحث على تعلم الكتابة ، ويكفي أن نذكر أن الله تعالى يقول في كتابه المجيد : * ( ن والقلم ) * أي ما يكتب به * ( وما يسطرون ) * أي ما يكتبونه . فقد أقسم سبحانه بالقلم ، فيا للقلم من العزة والعظمة والمجد ، حين يقسم الله ويمجده ، حيث إنه أحد لساني الإنسان . وقال تعالى : * ( اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم ) * لتبقى العلوم ، ولتنتقل إلى الأجيال التالية ، لتستفيد منها باستمرار وكفى القلم شرفا وعظمة أن الله تعالى ذكر بعد نعمة الخلق نعمة القلم مباشرة . وأما الرسول فيكفي أن نذكر موقفه في غزوة بدر ، والذي يكشف عما كان للكتابة لديه من أهمية بالغة ، فقد روي عن جابر عن عامر ، قال : أسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر سبعين أسيرا ، وكان يفادي بهم على قدر أموالهم ، وكان أهل مكة يكتبون وأهل المدينة لا يكتبون ، فمن لم يكن له فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة فعلمهم ، فإذا حذقوا فهو فداؤه [2] . وهكذا ، فقد جعل ( صلى الله عليه وآله ) الكتابة فداء للأسارى وعدلا للحرية ، وهذا إعلام صريح منه ( صلى الله عليه وآله ) بعظمة القلم وشرف الكتابة . وقد نقل أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال للشفاء بنت عبد الله العدوية - من رهط عمر بن
[1] تفسير مجمع البيان : في تفسير الآية . [2] الطبقات الكبرى : ج 2 ص 14 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 133