نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 130
خلفوا نقوشا كتابية كثيرة ، وأشهر تلك الأمم حمير في اليمن كتبوا بالحرف المسند ، والأنباط في الشمال كتبوا بالحرف النبطي [1] . وثالث يقول : الخط عند العرب كان مجهولا إلى قبيل ظهور الإسلام بنحو قرن لأن أحوالهم الاجتماعية وما كانوا عليه فيه من دوام الحروب والغارات صرفهم عن ذلك . ونعني بهؤلاء العرب عرب الحجاز الذين ظهر فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [2] . ومما يدل على جهل العرب بالكتابة قول الله تعالى * ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) * [3] . وهذا هو الظاهر من إطلاقات القرآن ، وأنه لم يكن فرق بين العرب وفارس وغيرهم من هذه الجهة بل كان امراء إيران ممنوعين دينا من الكتابة والقراءة ، فمعنى الأمي من ليس له كتاب ديني ، وقد ورد في التوراة ما يرادف هذا المعنى بصورة الأميين ، ولا يبعد أن يكون هذا جريا على مصطلح اليهود الذين سكنوا جزيرة العرب . حيث إن الظاهر من الأمي - كما نص عليه أهل اللغة - من لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، أو الكتابة فقط على قول بعضهم . ففي مجمع البحرين : الأمي في كلام العرب هو الذي لا كتاب له من مشركي العرب . قيل هو نسبة إلى الام ، لأن الكتابة مكتسبة ، فهو على ما ولدته امه من الجهل بالكتابة . وقيل : هو نسبة إلى أمة العرب ، لأن أكثرهم أميون ، والكتابة فيهم عزيزة أو عديمة ، فهم على أصل ولادة أمهم . وعلى هذا ، فتكون كلمة " أمي " مأخوذة من الأمة ، بمعنى الجماعة . وفي أقرب الموارد : الأمي : من لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، نسبة إلى الام ، لأن الكتابة مكتسبة ، فهو على ما ولدته امه من الجهل بالكتابة .
[1] تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان : ج 1 ص 18 . [2] دائرة معارف القرن العشرين لفريد وجدي : ج 3 مادة " خطط " . [3] الجمعة : 2 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 130