نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 123
الطائفة الثالثة : روايات تدل على أن القرآن كان يجمع في عصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الصحابة ، وهي كثيرة : منها : ما رواه البخاري عن قتادة قال : سألت أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) : من جمع القرآن على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، ونحن ورثناه [1] . قال الشارح العسقلاني : قوله " أبو زيد ونحن ورثناه " القائل ذلك هو أنس ، وقد تقدم في مناقب زيد بن ثابت . قال قتادة : قلت : ومن أبو زيد ؟ قال : أحد عمومتي [2] . ومنها : ما أخرجه النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمر قال : جمعت القرآن ، فقرأت به كل ليلة ، فبلغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : أقرأه في شهر [3] . ومنها : ما رواه الحاكم عن زيد بن ثابت قال : كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نؤلف القرآن من الرقاع ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . وفيه الدليل الواضح على أن القرآن إنما جمع على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [4] . وثمة روايات أخرى تدل على أن القرآن قد جمع على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تركنا ذكرها لئلا يطول المقام ، فمن أرادها فليراجع الإتقان للسيوطي [5] . وبعد كل ما تقدم فلا مجال للقول بأن زيدا قد جمع القرآن بعد النبي بشاهد أو بشاهدين من صدور الرجال ، سيما مع وجود هذه الأخبار التي لا يسع من يقول بصحتها إلا الأخذ والالتزام بها بشكل كامل . وأما احتمال أن يكون المراد في هذه الروايات هو الجمع في الصدور [6] فهو خلاف الظاهر من هذه الأحاديث ، سيما حديث زيد في قوله : كنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نؤلف القرآن من الرقاع .
[1] صحيح البخاري : ج 6 ص 230 . وذكره أيضا في باب مناقب زيد بن ثابت في كتاب المناقب . [2] فتح الباري في شرح صحيح البخاري : ج 9 ص 49 . [3] تفسير البيان : ص 145 . [4] المستدرك على الصحيحين : ج 2 ص 611 . [5] الإتقان : ج 1 ص 62 و 63 . [6] فتح الباري : ج 7 ص 96 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 123