نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 12
إذ يستفاد من هذا الحديث أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد قرر أن كلمة " مطاع ثم أمين " الواردة في هذه الآية إنما هي وصف من الله تعالى لجبرئيل ( عليه السلام ) ، وقد تجلت أمانة جبرئيل ( عليه السلام ) في أنه كان هو المؤتمن على القرآن ، وإيصاله إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، كما وظهر أنه مطاع من حيث إنه أمر مالكا ، فامتثل . ومما يؤيد ذلك أيضا ما ورد في أدعية زين العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) - على ما في الصحيفة السجادية - عند صلواته على كل ملك مقرب : وجبرئيل الأمين على وحيك المطاع في أهل سماواتك ، المكين لديك المقرب عندك . . . الخ . كما أن الآيات الواردة في أول سورة النجم وهي قوله تعالى : * ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى . . . ) * شاهد آخر على أن المراد بقوله تعالى : " ذي قوة عند ذي العرش مكين " هو جبرئيل ( عليه السلام ) . قال في مجمع البيان - وهو يفسر آيات سورة النجم - : يعني جبرئيل القوي في نفسه وخلقته ، عن ابن عباس والربيع وقتادة ، وعن الكلبي أنه قال : ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود فرفعها إلى السماء ثم قلبها ، ومن شدته صيحته لقوم ثمود حتى هلكوا . بل إن هذه الآيات - أعني آيات سورة النجم - ليس فقط تصلح دليلا على أن المراد بالرسول ذي القوة المكين هو جبرئيل ، بل هي أيضا دليل آخر على ما نحن فيه ، إذ أنها تدل على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يتكلم بشئ - قرآنا كان أو غيره مما يرتبط برسالته - إلا ويكون ذلك الشئ وحيا ، علمه إياه شديد القوى ، الذي هو جبرئيل ، وهذا هو نفس ما نحن بصدد إثباته . الأقوال : هذا ، ويتضح بعد كل ما تقدم أن القرآن كله قد نزل على محمد ( صلى الله عليه وآله ) بواسطة جبرئيل ( عليه السلام ) . ويبدو أن أهل السنة أيضا لا يمانعون في ذلك فقد رووا ذلك عن ابن عباس بأسانيد صرحوا بصحتها .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 12