نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 61
لماذا اختلفوا في عدد سور القرآن ؟ وإذا كان التعيين في السورة مقدارا وعددا مرتبطا بوجود البسملة وعدمه فإن عدد سور القرآن حينئذ يكون 113 سورة ، وذلك لأن البراءة ( التوبة ) على هذا لابد وأن تلحق بالأنفال ، لعدم وجود البسملة في أول البراءة . إلا أن يقال : إن عدم وجود البسملة فيها ليس من جهة أن البراءة ( التوبة ) ليست سورة مستقلة بل كان لعدم المناسبة بين " بسم الله الرحمن الرحيم " وبين الآيات في أول البراءة . وقد روي عن ابن عباس أنه قال : سألت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لم لم تكتب في براءة " بسم الله الرحمن الرحيم " ؟ قال : لأنها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف [1] . هذا ، وربما ينعكس الأمر ، فتقع البسملة بين جزئي سورة واحدة كما في الضحى وألم نشرح ، وكذا الفيل والإيلاف [2] فإن المعروف أنهما سورة واحدة ، ويشهد لاتحادهما هذا ارتباط مضمونيهما بعضه ببعض ، وقد أشار العلامة بحر العلوم إلى ذلك في منظومته حيث قال : والضحى والانشراح واحدة * بالاتفاق والمعاني شاهدة كذلك الفيل مع الإيلاف * وفصل بسم الله لا ينافي وعلى هذا يكون عدد السور 112 سورة . ولكن من الواضح أن دعوى عدم منافاة الفصل بالبسملة إنما تصح لو كان الجمع وجعل السورة سورة ابتداء وانتهاء كما وكيفا من غير المعصوم . ويؤيده ما روي عن أبي بن كعب أنه لم يفصل بينهما في مصحفه بالبسملة . وأما إذا كان التسوير من النبي ( صلى الله عليه وآله ) نفسه - كما هو المختار - فمشكل جدا ، ولا محيص لنا عن القول بأنهما سورتان لوجود البسملة بينهما في المصاحف المعروفة بين المسلمين .
[1] الإتقان : ج 1 ص 67 . [2] شرائع الإسلام للمحقق الحلي : كتاب الصلاة باب القراءة ، الإتقان : ج 1 ص 67 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 61