قوله تعالى ( قد افترينا ) هو بمعنى المستقبل لأنه لم يقع ، وإنما سد مسد جواب ( إن عدنا ) وساغ دخول قد هاهنا لأنهم قد نزلوا الافتراء عند العود منزلة الواقع فقرنوه بقد ، وكأن المعنى قد افترينا الآن إن هممنا بالعود ( إلا أن يشاء ) المصدر في موضع نصب على الاستثناء ، والتقدير : إلا وقت أن يشاء الله ، وقيل هو استثناء منقطع ، وقيل إلا في حال مشيئة الله ، و ( علما ) قد ذكر في الأنعام .
قوله تعالى ( إذا لخاسرون ) إذا هنا متوسطة بين اسم إن وخبرها ، وهي حرف معناه الجواب ، ويعمل في الفعل بشروط مخصوصة وليس " ذا " موضعها .
قوله تعالى ( الذين كذبوا شعيبا ) لك فيه ثلاثة أوجه : أحدها هو مبتدأ .
وفى الخبر وجهان : أحدهما ( كأن لم يغنوا فيها ) وما بعده جملة أخرى ، أو بدل من الضمير في يغنوا ، أو نصب بإضمار أعنى . والثاني أن الخبر ( الذين كذبوا شعيبا كانوا ) و " كأن لم يغنوا " على هذا حال من الضمير في كذبوا ، والوجه الثاني أن يكون صفة لقوله " الذين كفروا من قومه " والثالث أن يكون بدلا منه ، وعلى الوجهين يكون كأن لم حالا .
قوله تعالى ( حتى عفوا ) أي إلى أن عفوا : أي كثروا ( فأخذناهم ) هو معطوف على عفوا .
قوله تعالى ( أو أمن أهل القرى ) يقرأ بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليه همزة الاستفهام ، ويقرأ بسكونها وهي لأحد الشيئين ، والمعنى : أفأمنوا إتيان العذاب ضحى ، أو أمنوا بأن يأتيهم ليلا ؟ وبياتا الحال من بأسنا ، أي مستخفيا باغتيالهم ليلا .
قوله تعالى ( فلا يأمن مكر الله ) الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر الله .
قوله تعالى ( أو لم يهد للذين ) يقرأ بالياء ، وفاعله ( أن لو نشاء ) وأن مخففة من الثقيلة : أي أو لم يبين لهم علمهم بمشيئتنا ، ويقرأ بالنون وأن لو نشاء مفعوله وقيل فاعل يهدى ضمير اسم الله تعالى ( فهم لا يسمعون ) الفاء لتعقيب عدم السمع بعد الطبع على القلب من غير فصل .
قوله تعالى ( نقص عليك من أنبائها ) هو مثل قوله " ذلك من أنباء الغيب نوحيه " وقد ذكر في آل عمران ، ومثل قوله تعالى " تلك آيات الله نتلوها " وقد ذكر في البقرة .