بالتاء إلا أن تكون المأكولة ميتة ، ويقرأ برفع الميتة على أن تكون تامة ، إلا أنه ضعيف لأن المعطوف منصوب ( أو فسقا ) عطف على لحم الخنزير ، وقيل هو معطوف على موضع إلا أن يكون ، وقد فصل بينهما بقوله " فإنه رجس " .
قوله تعالى ( كل ذي ظفر ) الجمهور على ضم الظاء والفاء ، ويقرأ بإسكان الفاء ، ويقرأ بكسر الظاء والإسكان ( ومن البقر ) معطوف على كل ، وجعل ( حرمنا عليهم شحومهما ) تبيينا للمحرم من البقر ، ويجوز أن يكون من البقر ، متعلقا بحرمنا الثانية ( إلا ما حملت ) في موضع نصب استثناء من الشحوم ( أو الحوايا ) في موضع نصب عطفا على " ما " وقيل هو معطوف على الشحوم فتكون محرمة أيضا ، وواحدة الحوايا حوية أو حاوية أو حاويا ، وأوهنا بمعنى الواو لتفصيل مذاهبهم لاختلاف أماكنها ، وقد ذكرناه في قوله " كونوا هودا أو نصارى " ( ذلك ) في موضع نصب ب ( جزيناهم ) وقيل مبتدأ ، والتقدير : جزيناهموه ، وقيل هو خبر المحذوف : أي الأمر ذلك .
قوله تعالى ( فإن كذبوك ) شرط وجوابه ( فقل ربكم ذو رحمة ) والتقدير : فقل يصفح عنكم بتأخير العقوبة .
قوله تعالى ( ولا آباؤنا ) عطف على الضمير في أشركنا ، وأغنت زيادة " لا " عن تأكيد الضمير ، وقيل ذلك لا يغنى لأن المؤكد يجب أن يكون قبل حرف العطف ولابعد حرف العطف ( من شئ ) من زائدة .
قوله تعالى ( قل هلم ) للعرب فيها لغتان : إحداهما تكون بلفظ واحد في الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث ، فعلى هذا هي اسم للفعل ، وبنيت لوقوعها موقع الأمر المبنى ، ومعناها أحضروا شهداءكم . واللغة الثانية تختلف فتقول : هلما وهلموا وهلمي وهلممن ، فعلى هذا هي فعل . واختلفوا في أصلها فقال البصريون : أصلها ها ألمم : أي أقصد ، فأدغمت الميم في الميم وتحركت اللام فاستغنى عن همزة الوصل فبقي لم ثم حذفت ألف ها التي هي للتنبيه لأن اللام في لم في تقدير الساكنة إذ كانت حركتها عارضة ، ولحق حرف التنبيه مثال الأمر كما يلحق غيره من المثل . فأما فتحة الميم ففيها وجهان : أحدهما أنها حركت بها لالتقاء الساكنين ولم يجز الضم ولا الكسر كما جاز في رد ورد ورد لطول الكلمة بوصل " ها " بها ، وأنها لا تستعمل إلا معها ، والثاني أنها فتحت من أجل التركيب كما فتحت خمسة عشر وبابها . وقال الفراء .
أصلها هل أم ، فألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت ، وهذا بعيد لأن لفظه أمر ،