responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 233


وأما قوله ( لا أعذبه ) يجوز أن تكون الهاء للعذاب . وفيه على هذا وجهان :
أحدهما أن يكون حذف حرف الجر : أي لا أعذب به أحدا . والثاني أن يكون مفعولا به على السعة ، ويجوز أن يكون ضمير المصدر المؤكد كقولك ظننته زيدا منطلقا ، ولا تكون هذه الهاء عائدة على العذاب الأول .
فإن قلت : لا أعذبه صفة لعذاب ، فعلى هذا التقدير لا يعود من الصفة إلى الموصوف شئ . قيل إن الثاني لما كان واقعا موقع المصدر والمصدر جنس وعذابا نكرة كان الأول داخلا في الثاني ، والثاني مشتملا على الأول ، وهو مثل : زيد نعم الرجل ، ويجوز أن تكون الهاء ضمير من ، وفى الكلام حذف : أي لا أعذب الكافر : أي مثل الكافر : أي مثل عذاب الكافر .
قوله تعالى ( اتخذوني ) هذه تتعدى إلى مفعولين لأنهما بمعنى صيروني ، و ( من دون الله ) في موضع صفة إلهين ، ويجوز أن تكون متعلقة باتخذوا ( أن أقول ) في موضع رفع فاعل يكون ، ولى الخبر ، و ( ما ليس ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهو مفعول أقول ، لأن التقدير : أن أدعى أو أذكر ، واسم ليس مضمر فيها ، وخبرها ( لي ) و ( بحق ) في موضع الحال من الضمير في الجار ، والعامل فيه الجار ، ويجوز أن يكون بحق مفعولا به تقديره : ما ليس يثبت لي بسبب حق ، فالباء تتعلق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار ، لأن المعاني لا تعمل في المفعول به ، ويجوز أن يجعل بحق خبر ليس ، ولى تبيين كما في قولهم : سقيا له ورعيا ، ويجوز أن يكون بحق خبر ليس ، ولى صفة بحق قدم عليه فصار حالا ، وهذا يخرج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه ( إن كنت قلته ) كنت لفظها ماض ، والمراد المستقبل ، والتقدير : إن يصح دعواي لي ، وإنما دعا هذا لأن إن الشرطية لا معنى لها إلا في المستقبل ، فآل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه .
قوله تعالى ( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ) " ما " في موضع نصب بقلت أي ذكرت أو أديت الذي أمرتني به فيكون مفعولا به ، ويجوز أن تكون " ما " نكرة موصوفة . وهو مفعول به أيضا ( أن اعبدوا الله ) يجوز أن تكون أن مصدرية والأمر صلة لها . وفى الموضع ثلاثة أوجه : الجر على البدل من الهاء ، والرفع على إضمار هو ، والنصب على إضمار أعنى أو بدلا من موضع به ، ولا يجوز أن تكون بمعنى أن المفسرة ، لأن القول قد صرح به ، وأي لا تكون مع التصريح بالقول ( ربى ) صفة لله أو بدل منه ، و ( عليهم ) يتعلق ب‌ ( شهيدا ) . ( ما دمت ) " ما " هنا مصدرية ، والزمان معها محذوف : أي مدة ما دمت ، ودمت هنا يجوز أن تكون

نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست