responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 196


قوله تعالى ( وما يتلى ) في " ما " وجوه : أحدها موضعها جر عطفا على الضمير المجرور بفي ، وعلى هذا قول الكوفيين لأنهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار . والثاني أن يكون في موضع نصب على معنى : ونبين لكم ما يتلى لأن يفتيكم يبين لكم . والثالث هو في موضع رفع ، وهو المختار . وفى ذلك ثلاثة أوجه : أحدها هو معطوف على ضمير الفاعل في يفتيكم ، وجرى الجار والمجرور مجرى التوكيد ، والثاني هو معطوف على اسم الله وهو قل الله ، والثالث أنه مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : وما يتلى عليكم في الكتاب يبين لكم ، وفى تتعلق بيتلى ، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يتلى ، و ( في يتامى ) تقديره : حكم يتامى ، ففي الثانية بما تعلقت به الأولى لأن معناها مختلف ، فالأولى ظرف والثانية بمعنى الباء : أي بسبب اليتامى كما تقول : جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد ، وقيل الثانية بدل من الأولى ، ويجوز أن تكون الثانية تتعلق بالكتاب : أي ما كتب في حكم اليتامى ، ويجوز أن تكون الأولى ظرفا والثانية حالا فتتعلق بمحذوف ، ويتامى ( النساء ) أي في اليتامى منهن . وقال الكوفيون التقدير : في النساء اليتامى ، فأضاف الصفة إلى الموصوف ، ويقرأ في " ييامى " بياءين والأصل أيامى ، فأبدلت الهمزة ياء كما قالوا : فلان ابن أعسر ويعصر ، وفى الأيامى كلام نذكره في موضعه إن شاء الله . ( وترغبون ) فيه وجهان : أحدهما هو معطوف على تؤتون ، والتقدير :
ولا ترغبون ، والثاني هو حال : أي وأنتم ترغبون في أن تنكحوهن ( والمستضعفين ) في موضع جر عطفا على المجرور في يفتيكم فيهن ، وكذلك ( وأن تقوموا ) وهذا أيضا عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار ، وقد ذكره الكوفيون ، ويجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على موضع فيهن ، والتقدير : ويبين لكم حال المستضعفين وبهذا التقدير يدخل في مذهب البصريين من غير كلفة ، والجيد أن يكون معطوفا على يتامى النساء ، وأن تقوموا معطوف عليه أيضا : أي وفى أن تقوموا .
قوله تعالى ( وإن امرأة ) امرأة مرفوع بفعل محذوف : أي وإن خافت امرأة ، واستغنى عنه بخافت المذكور . وقال الكوفيون : هو مبتدأ وما بعده الخبر ، وهذا عندنا خطأ لأن حرف الشرط لا معنى له في الاسم فهو مناقض للفعل ، ولذلك جاء الفعل بعد الاسم مجزوما في قول عدى :
ومتى واغل ينبهم يحيوه * ويعطف عليه كأس الساقي

نام کتاب : إملاء ما من به الرحمن نویسنده : أبو البقاء العكبري    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست